للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: كان رسولُ الله أبيضَ مليحًا، إذا مشى كأنما ينحَطُّ في صَبُوب. لفظ أبي داود.

وقال الإمام أحمد (١): حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الجُرَيْرِي: قال: كنتُ أطوفُ مع أبي الطُّفَيل فقال: ما بقي أحدٌ رأى رسولَ الله غيري، قلت: ورأيتَه؟ قال: نعم، قال: قلتُ: كيف كانت صفتُه؟ قال: كان أبيضَ مليحًا مُقَصَّدًا (٢).

وقد رواه الترمذي (٣)، عن سفيانَ بن وَكيع ومحمد بن بَشَّار، كلاهما عن يزيد بن هارون، به.

وقال البيهقي (٤): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا عبد الله بن جعفر أو أبو الفضل محمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمدُ بن سَلمة، حدَّثنا واصلُ بن عبد الأعلى الأسَدِي، حدَّثنا محمدُ بن فُضَيل، عن إسماعيلَ بن أبي خالد، عن أبي جُحَيْفة قال: رأيتُ رسول الله أبيضَ قد شابَ، وكان الحسنُ بن عليّ يُشبهُه.

ثم قال: رواه مسلم (٥)، عن واصل بن عبد الأعلى، ورواه البخاري (٦)، عن عمرو بن عليّ، عن محمد بن فُضَيل.

وأصلُ الحديث كما ذكرَ في الصحيحين، ولكن بلفظ آخر كما سيأتي.

وقال محمّد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن مالك بن جُعشم، عن أبيه؛ أن سُراقةَ بنَ مالك قال: أتيتُ رسولَ الله فلما دنوتُ منه وهو على ناقته، جعلتُ أنظرُ إلى ساقه كأنَّها جُمَّارة.


= قال الخطابي: "الصَّبوب": إذا فتحت الصاد كان اسمًا لما يُصبُّ على الإنسان من ماء ونحوه، ومما جاء على وزنه الطَّهور، والغَسُول، والفَطور لما يُفطر به. ومن رواه الصُّبوب بضم الصاد، على أنه جمع الصبب، وهو ما انحدر من الأرض، فقد خالف القياس؛ لأن باب فَعَل لا يُجمع على فُعول؛ وإنما يُجمع على أفعال، كسب وأسباب، وقتب وأقتاب.
وقد جاء في أكثر الروايات: كأنه يمشي في صَبب. وهو المحفوظ.
(١) في مسنده (٥/ ٤٥٤).
(٢) ورواه البخاري في (الأدب المفرد) رقم (٧٩٠) والترمذي في "الشمائل" وغيرهما، وهو حديث حسن بطرقه وشواهده.
(٣) في الشمائل (١٤) من طبعة دار الغرب، وإليها الإشارة دائمًا.
(٤) دلائل النبوة (١/ ٢٠٥).
(٥) في الفضائل من صحيحه (٢٣٤٣).
(٦) في المناقب من صحيحه (٣٥٤٤).