لم تعبه ثُجْلة: قال أبو عبيد: هو كِبَر البطن. وقال غيره: كِبرَ الرأس، وردَّ أبو عبيدة رواية من روى: لم تعبه نُحْلة. يعني من النُّحول وهو الضعف.
قلت: وهذا هو الذي فسَّر به البيهقيّ الحديث، والصحيح قول أبي عبيد، ولو قيل: إنه كِبر الرأس لكان قويًا، وذلك لقولها بعده: ولم تُزْرِ به صُعْلَة. وهو صِغَر الرأس بلا خلاف، ومنه يقال لولد النعامة: صُعْل، لصغر رأسه، ويقال له: الظَّلِيم، وأما البيهقيّ فرواه: لم تعبه نُحْلة يعني من الضعف كما فسره، ولم تزر به صُعْلة وهو الخاصِرة، يُريد أنه ضَرْب من الرجال ليس بمنتفخ ولا ناحل.
قال: ويُروى: لم تعبه ثُجْلة: وهو كبر البطن، ولم تُزر به صُعْلة: وهو صغر الرأس.
وأما الوسيم: فهو حسن الخلق. وكذلك: القسيم أيضًا. والدعج: شدة سواد الحدقة، والوَطَف: طول أشفار العينين.
ورواه القُتَيْبي: في أشفاره عَطَف. وتبعه البيهقيّ في ذلك.
قال ابن قتيبة: ولا أعرفُ ما هذا؛ لأنه وقع في روايته غلط فحارَ في تفسيره، والصواب ما ذكرناه، والله أعلم.
وفي صوته صَحَلٌ: وهو بَحّة يسيرة، وهي أحلى في الصوت من أن يكون حادًا. قال أبو عبيد: وبالصحل يُوصف الظِّباء.
قال: ومَن رَوى: في صوته صَهَل؛ فقد غلط، فإن ذلك لا يكون إِلَّا في الخيل، ولا يكون في الإنسان.
قلت: وهو الذي أورده البيهقيّ، قال: ويُروى: صَحَل. والصواب قول أبي عبيد، والله أعلم.
وأما قولها: أحور، فمستغرب في صفة النَّبِيّ ﷺ، وهو قَبَل في العين يزينها لا يشينها كالحَول.
وقولها: أكحل. قد تقدم له شاهد.
وقولها: أزج؛ قال أبو عبيد: هو المتقوس الحاجبين.
قال: وأما قولها: أَقرَن؛ فهو التقاء الحاجبين بين العينين. قال: ولا يُعرف هذا في صفة النَّبِيّ ﷺ إِلَّا في هذا الحديث. قال: والمعروف في صفته ﵊ أنه أبْلَج الحاجبين.
وفي عنقه سَطَع: قال أبو عبيد: أي: طول، وقال غيره: نور. قلت: والجمع ممكن، بل متعيّن.
وقولها: إذا صمتَ فعليه الوقار: أي: الهيبة عليه في حال صمته وسكوته. وإذا تكلَّم سما: أي: علا على الناس. وعلاه البهاء: أي: في حال كلامه.
حُلوُ المنطق فَصْل: أي: فصيح بليغ، يفصل الكلام ويبينه. لا نَزْر ولا هَذْر: أي: لا قليل ولا