للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هكذا رواه الإمام أحمد، وقد أسندَه البيهقيُّ (١) من طريق محمد بن أبي عُبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي ظِبيان، عن ابن عباس، قال:

جاءَ رجلٌ من بني عامرٍ إلى رسول الله فقال: إنَّ عندي طِبًّا وعلمًا، فما تَشتكي؟ هل يَريبك من نفسِك شيءٌ؟ إلى ما (٢) تدعو؟ قال: "أدعو إلى الله والإسلام". قال: فإنك لتقول قولًا، فهل لكَ من آية؟ قال: " نعم، إن شئتَ أريتُك آية " وبين يديه شجرةٌ، فقال لغصنٍ منها: " تعالَ يا غصن " فانقطعَ الغصنُ من الشجرة، ثم أقبلَ ينقزُ حتى قامَ بين يديه، فقال: " ارجع إلى مكانِك " فرجعَ. فقال العامريُّ: يا آلَ عامرِ بن صَعصَعة، لا ألومُكَ على شيءٍ قلتَهُ أبدًا.

وهذا يقتضي أنه سلَّم الأمرَ ولم يُجب من كل وجه.

وقد قال البيهقي (٣): أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصَّفار وحدَّثنا ابن أبي قماش، حدَّثنا ابن عائشة، عن عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عباس قال:

جاء رجلٌ إلى رسول الله، فقال: ما هذا الذي يقول أصحابُك؟ قال: وحولَ رسول الله أعذاقٌ وشجرٌ، قال: فقال رسول الله: " هل لك أن أُريك آيةً؟ " قال: نعم، قال: فدعا عِذقًا منها، فأقبلَ يخدُّ الأرضَ، حتى وقفَ بين يديه يخدُّ الأرضَ ويسجدُ ويرفعُ رأسه، حتى وقفَ بين يديه، ثم أمرَه فرجعَ.

قال: فخرج (٤) العامريُّ وهو يقول: يا آلَ عامر بن صَعصَعة، والله لا أكذِّبُه بشيءٍ يقولُه أبدًا.

طريق أخرى، فيها أن العامريّ أسلم: قال البيهقي: أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنبأنا أبو علي حامد بن محمد بن الرفاء، أنبأنا علي بن عبد العزيز، حدَّثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني، أنبأنا شريك، عن سِماك، عن أبي ظِبيان، عن ابن عباس، قال:

جاءَ أعرابيٌّ إلى رسول الله قال: بم أعرفُ أنك رسولُ الله؟ قال: " أرأيتَ إن دعوتُ هذا العِذق من هذه النخلة، أتشهدُ أني رسولُ الله؟ " قال: نعم، قال: فدعا العِذقَ فجعلَ العِذقُ ينزلُ من النخلة


(١) في دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ١٦).
(٢) في دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ١٦): إلى من تدعو؟
(٣) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ١٦ - ١٧) وهو حديث صحيح.
(٤) كذا في دلائل النبوة، وفي (أ): فرجع.