للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رواه الترمذي (١)، عن محمود بن غَيلان، عن عمر بن يونس، به. وقال: صحيح غريب من هذا الوجه. طريق أخرى عن أنس: قال الحافظ أبو بكر البزَّار في " مسنده ": حدَّثنا هدبة، حدَّثنا حمَّاد، عن ثابت، عن أنس، عن النبي :

(وحبيب بن الشهيد، عن الحسن، عن النبي ) (٢) أنه كان يخطبُ إلى جِذع نخلةٍ، فلما اتَّخذَ المِنبرَ تحوَّلَ إليه، فحنَّ فجاءَ رسولُ الله حتى احتضنَه فسكنَ، وقال: "لو لم أحتضنه لحنَّ إلى يومِ القيامة" (٣) وهكذا رواه ابن ماجه، عن أبي بكر بن خَلَّاد، عن بَهز بن أسد، عن حمّاد بن سَلمة، عن ثابت، عن أنس، وعن حمّاد، عن عمّار بن أبي عمّار، عن ابن عباس به. وهذا إسناد على شرط مسلم.

طريق أخرى عن أنس: قال الإمام أحمد: حدَّثنا هاشم، حدَّثنا المبارك، عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: كان رسولُ الله إذا خطبَ يومَ الجمعةِ يُسند ظهرَه إلى خَشبةٍ، فلما كَثُرَ النَّاسُ قال: "ابنوا لي مِنبرًا" -أراد أن يسمعَهم- فبَنَوا له عتبتين، فتحوَّلَ من الخشبة إلى المِنبر، قال: فأُخبرَ أنسُ بن مالك أنه سمعَ الخشبةَ تَحِنُّ حنينَ الوالِه، قال: فما زالت تَحِنُّ حتى نزلَ رسولُ الله عن المنبر، فمشى إليها فاحتضنَها، فسكنت (٤).

تفرَّد به أحمد.

وقد رواه أبو القاسم البغوي، عن شيبان بن فروخ، عن مُبارك بن فَضَالة، عن الحسن، عن أنس فذكره، وزاد: فكان الحسنُ إذا حدَّثَ بهذا الحديث بَكى، ثم قال: يا عبادَ الله، الخشبةُ تَحِنُّ إلى رسول الله شوقًا إليه لمكانه من الله، فأنتم أحقُّ أن تَشتاقوا إلى لقائه (٥).

وقد رواه الحافظ أبو نعيم (٦)، من حديث الوليد بن مسلم، عن سالم بن عبد الله الخياط، عن أنس بن مالك، فذكره.


(١) في الجامع رقم (٣٦٢٧) في المناقب.
(٢) ما بين القوسين سقط من المطبوع وأثبته من (أ).
(٣) رواه ابن ماجه في سننه رقم (١٤١٥) في كتاب إقامة الصلاة، عن ابن عباس وعن أنس، وقال البوصيري في الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات وهو حديث صحيح.
(٤) رواه الإمام أحمد في المسند (٣/ ٢٢٦) رقم (١٣٢٩٦)، وهو حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.
(٥) من طريق البغوي رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٧٠) وهو حديث حسن بشواهده.
(٦) دلائل النبوة لأبي نعيم (٢/ ٥١٣).