للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رواه مسلم (١) من حديث مهدي بن ميمون، به.

رواية عائشة أُمِّ المؤمنين في ذلك: قال الإمام أحمد (٢): حدَّثنا عبد الصمد وعفَّان، قالا: حدَّثنا حماد- هو ابن سلمة - (قال عفان: أخبرنا المعنى) (٣) عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيِّب، عن عائشة:

أن رسولَ الله كان في نَفَرٍ من المهاجرين والأنصار، فجاءَ بعيرٌ فسجدَ له، فقال أصحابه: يا رسولَ الله، تسجدُ لك البهائمُ والشَّجر، فنحن أحقُّ أن نسجدَ لك، فقال: "اعبدوا ربَّكم، وأكرموا أخاكم، ولو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأة أن تسجدَ لزوجها، ولو أمرها أن تنقل من جبلٍ أصفرَ إلى جبلٍ أسود، ومن جبلٍ أسودَ إلى جبلٍ أبيضَ كان ينبغي لها أن تفعَله".

وهذا الإسناد على شرط السنن، وإنما روى ابن ماجه (٤)، عن أبي بكر بن أبي شيبة (٥)، عن عفَّان، عن حماد، به: "لو أمرت أحدًا أن يسجدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجها .. " إلى آخره.

روايةُ يَعلَى بن مُرَّة الثَّقَفِيّ، أو هي قِصَّة أُخرى: قال الإمام أحمد (٦): حدَّثنا أبو سَلمة الخزاعي،

حدَّثنا حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن حبيب بن أبي جُبيرة، عن يعلى بن سيابة (٧) قال:

كنتُ مع النبي في مسيرٍ له، فأراد أن يقضيَ حاجتَه فأمرَ وَديَتين (٨) فانضَمَّت إحداهُما إلى الأخرى، ثم أمرَهما فرجعتا إلى منابتهما، وجاء بعيرٌ فضربَ بجِرَانه إلى الأرض، ثم جرجرَ حتى ابتلَّ ما حولَه، فقال رسول الله : "أتدرون ما يقولُ البعيرُ؟ إنه يزعمُ أن صاحبَه يُريد نحرَه" فبعث إليه رسول الله فقال: "أواهبه أنت لي؟ " فقال: يا رسول الله مالي مالٌ أحبّ إليَّ منه، فقال: "استوصِ به معروفًا" فقال: لا جرمَ لا أكرمُ مالًا لي كرامتَه يا رسولَ الله، قال: وأتى على قبر يُعَذَّبُ


(١) في صحيحه رقم (٣٤٢) في كتاب الحيض مختصرًا، و (٢٤٢٩).
(٢) في المسند (٦/ ٧٦)، الشطر الأول منه حسن لغيره.
(٣) ما بين القوسين أثبته من المسند (٦/ ٧٦).
(٤) في سننه رقم (١٨٥٢) في النكاح، وإسناده ضعيف بطوله لضعف علي بن زيد بن جدعان، والقطعة الأولى منه تقوى ببعض الشواهد.
(٥) وهو في مصنفه (٢/ ٥٢٨ و ٤/ ٣٠٦).
(٦) في المسند (٤/ ١٧٢).
(٧) يعلى بن سيابة: هو يعلى بن مرة، وسيابة أمه، وهي بتخفيف التحتانية، قيده الحافظ ابن حجر وغيره. الإصابة (٤/ ٦٦٩).
(٨) "وديتين": الودي: صغار النخل.