للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد العزيز، حدَّثنا محمد بن عبد الله الرقاشي، حدَّثنا رافع بن سلمة بن زياد، حدَّثني عبد الله بن أبي

الجعد (الأشجعي)، عن جُعَيل الأشجعي، قال:

غزوتُ مع رسول الله في بعض غزواته، وأنا على فرسٍ لي عَجفَاءَ ضعيفة، قال: فكنتُ في أخريات الناس، فلحقني رسولُ الله وقال: " سر يا صاحبَ الفرس " فقلت: يا رسولَ الله عَجفَاء ضَعيفة، قال: فرفعَ رسول الله مِخفَقَةً (١) معه فضربَها بها وقال: " اللهم بارك له " قال: فلقد رأيتني أمسكُ برأسِها أن تقدَمَ الناسَ، ولقد بعتُ من بطنها باثني عشر ألفًا.

ورواه النسائي (٢) عن محمد بن رافع، عن محمد بن عبد الله الرقاشي، فذكره.

وهكذا رواه أبو بكر بن أبي خيثمة، عن عبيد بن يعيش، عن زيد بن الخُباب، عن رافع بن سلمة الأشجعي، فذكره.

وقال البخاري في " التاريخ " (٣): وقال رافع بن زياد بن الجعد بن أبي الجعد: حدَّثني أبي، عن

عبد الله بن أبي الجعد أخي سالم، عن جُعيل، فذكره.

حديث آخر: قال البيهقي (٤): أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنبأنا أبو سهل بن زياد القطان، حدَّثنا محمد بن شاذان الجوهري، حدَّثنا زكريا بن عدي، حدَّثنا مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال:

جاءَ رجلٌ إلى النبىِّ فقال: إني تزوّجتُ امرأةً، فقال: " هلا نظرتَ إليها فإن في أعين الأنصار شيئًا؟ " قال: قد نظرتُ إليها، قال: " على كم تزوجتَها؟ " فذكر شيئًا قال: " كأنَهم يَنحِتُون الذهبَ والفضةَ من عُرضِ هذه الجبال، ما عندنا اليومَ شيءٌ نعطيكَه، ولكن سأبعثُك في وجه تُصيب فيه " فبعثَ بَعثًا إلى بني عبس وبعثَ الرجلَ فيهم، فأتاه، فقال: يا رسول الله، أعيَتني ناقتي أن تنبعثَ، قال: فناوله رسولُ الله يدَه كالمعتمد عليه للقيام، فأتاها فضربَها برجله.

قال أبو هريرة: والذي نفسي بيده لقد رأيتُها تسبقُ به القائدَ.

رواه مسلم (٥) في الصحيح عن يحيى بن معين عن مروان.


(١) "مخفقة": شيءٌ يضرب به نحو سَيرٍ أو دِرَّة. القاموس.
(٢) في السنن الكبرى رقم (٨٨١٨): في السير، باب ضرب الفرس.
(٣) البخاري في التاريخ (١/ ٢/ ٢٤٩).
(٤) في دلائل النبوة (٦/ ١٥٤).
(٥) في صحيحه رقم (١٤٢٤) (٧٥) في النكاح. وفيه: كراهة إكثار المهر بالنسبة إلى حال الزوج.