للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحابَ السفينة" (١) ثم مكثَ ساعةً، ثم قال: "قد استمرَّتْ" والحديثُ بتمامه في "دلائل النبوة" للبيهقي، وكانت تلك السفينة قد أشرفتْ على الغرق، وفيها الأشعريون الذين قَدِمُوا عليه وهو بخيبر.

ومن ذلك إخبارُه عن قبر أبي رِغَال، حين مرَّ عليه وهو ذاهبٌ إلى الطائف وأنَّ معه غصنًا من ذهب، فحفرُوه فوجدُوه كما أخبرَ، صلواتُ اللّه وسلامُه عليه.

رواه أبو داود (٢)، من حديث أبي إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن بحر بن أبي بحر، عن عبد اللّه بن عمرو به.

ومن ذلك قولُه للأنصار، لما خطبَهم تلك الخطبة مسلِّيًا لهم عمَّا كان وقعَ في نفوس بَعضِهم من الإيثار عليهم في القِسْمَة لما تألَفَ قلوبَ من تألَّفَ من ساداتِ العرب، ورؤوس قريش، وغيرهم، فقال: "أما ترضون أن يذهبَ الناسُ بالشاه والبعير، وتذهبُون برسول اللّه تَحوزُونه إلى رحالكم؟ " (٣).

وقال: "إنكم ستجدون بعدي أثرةً فاصبرُوا حتى تلقوني على الحوض" (٤).

وقال: "إن الناسَ يكثُرون وتقلّ الأنصار" (٥).

وقال لهم في الخطبة قبلَ هذا على الصفا: "بل المَحْيَا مَحْيَاكم، والمماتُ مماتكم" (٦). وقد وقع جميعُ ذلك كما أخبرَ به سواءٌ بسواء.

وقال البخاري (٧): حَدَّثَنَا يحيى بن بكير، حَدَّثَنَا اللَّيث، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: وأخبرني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه : "إذا هَلَكَ كِسْرى فلا كِسْرى بعدَه، وإذا هلك قيصرَ فلا قيصرُ بعدَه، والذي نفسُ محمَّد بيده لتنفقنَّ كنوزهما في سبيل اللّه".


(١) رواه عبد الرزاق في مصنفه (١١/ ٥٤) رقم (١٩٨٩١) والبيهقي في دلائل النبوة (٦/ ٢٩٨) عن معمر بلاغًا وفيه: فقال: اللهم نجٍّ أصحاب السفينة، وإسناده منقطع.
(٢) رواه أبو داود في سننه رقم (٣٠٨٨) في الخراج، والبيهقي في دلائل النبوة (٦/ ٢٩٧) وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (١/ ٢٩٧) في ترجمة بُجير بن أبي بُجير وإسناده ضعيف.
(٣) رواه البخاري رقم (٤٣٣١) ومسلم رقم (١٠٥٩) من حديث أنس بن مالك .
(٤) رواه البخاري في صحيحه رقم (٢٣٧٦) في المساقاة، ورقم (٣٧٩٤) في مناقب الأنصار، عن أنس بن مالك ورقم (٣٧٩٢) في مناقب الأنصار، عن أُسيد بن حضير، وهو عند مسلم برقم (١٨٤٥) في الإمارة، ولفظه عند الجميع إنكم ستلقون بعدي …
(٥) رواه البخاري في صحيحه رقم (٣٨٠٠) في مناقب الأنصار، عن عبد اللّه بن عباس .
(٦) رواه ابن سعد في الطبقات (٢/ ٢/ ٤٢).
(٧) في صحيحه (٣٦١٨) في المناقب.