للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: كسرى بن هرمز؛ قال: "كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لترينَّ الرجلَ يُخرجُ مِلءَ كفِّه من ذهبٍ أو فضّةٍ، يطلبُ من يَقبلُه منه فلا يجدُ أحدًا يقبلُه منه، وليلقين اللّه أحدُكم يومَ يلقاه وليس بينه وبينه ترجمانٌ يُترجم له، فيقولنَّ له: ألم أبعثْ إليك رسولًا فيُبلِّغكَ؟ فيقول: بلى، فيقول: ألم أعطِكَ مالًا وولدا (١) وأُفضل عليكَ؟ فيقول: بلى، فينظرُ عن يمينه فلا يرى إِلَّا جهنَّمَ، وينظرُ عن يساره فلا يرى إِلَّا جهنَّمَ". قال عدي: سمعتُ رسولَ اللّه يقول: "اتقوا النَّارَ ولو بشقِّ تمرة، فإن لم (٢) تجد فبكلمةٍ طيّبة".

قال عدي: فرأيتُ الظعينةَ ترتحلُ من الحِيرة حتى تطوفَ بالكعبة فلا تخافُ إِلَّا اللّه عر وجل، وكنتُ فيمن افتتحَ كنوزَ كسرى بن هرمز، ولئن طالتْ بكم حياةٌ لترون ما قال النَّبِيّ أبو القاسم : "يُخرجُ ملءَ كفّه".

ثم رواه البخاري (٣) عن عبد اللّه بن محمد - هو أبو بكر بن أبي شيبة - عن أبي عاصم النبيل، عن سَعدان بن بشرٍ، عن أبي مجاهد - سعد الطائي - عن مُحِلّ عنه، به.

وقد تفرَّد به البخاريُّ من هذين الوجهين.

ورواه النسائيُّ (٤)، من حديث شعبة، عن مُحِلّ عنه: "اتقوا الثار ولو بِشق تمرة".

وقد رواه البخاري من حديث شعبة، ومسلم من حديث زهير، كلاهما عن أبي إسحاق، عن عبد اللّه بن مَعْقِلٍ، عن عدي مرفوعًا: "اتقوا النَّارَ ولو بشق تمرةٍ" (٥).

وكذلك أخرجاه في الصحيحين (٦)، من حديث الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن خيثمة، عن عدي.


= اللّه عنه، وبلادهم ما بين العراق والحجاز، وكانوا يقطعون الطريق على من مرَّ عليهم بغير جواز، ولذلك تعجب عدي كيف تمرُّ المرأة عليهم وهي غير خائفة.
(١) كذا بالأصل، وفي البخاري: ألم أعطِك مالًا وأفضل عليك.
(٢) كذا بالأصل، وفي البخاري: فمن لم يجد شِقَّ تمرة فبكلمةٍ طيّبة.
(٣) رواه البخاري في صحيحه رقم (١٤١٣) في الزكاة.
(٤) رواه النسائي في سننه (٥/ ٧٤ - ٧٥) في الزكاة.
(٥) رواه البخاري في صحيحه رقم (١٤١٧) في الزكاة واللفظ له، ومسلم في صحيحه رقم (١١١٦) في الزكاة، ولفظه: من استطاع منكم أن يستترَ من النار ولو بثِقّ تمرة فليفعل.
(٦) رواه البخاري في صحيحه رقم (٦٥٣٩) في الرقاق، ومسلم في صحيحه رقم (١٠١٦) (٦٧) و (٦٨) في الزكاة، وكان السند في الأصل: من حديث الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الرحمن، عن عدي، والتصحيح من البخاري ومسلم.