للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يومًا (١). وهو الذي قال: لو كان قتلُ عثمانَ هدىً لاحتلبتْ به الأُمَّة لبنًا، ولكنَّه كان ضلالةً، فاحتلبتْ به الأُمَّة دمًا، وقال: ولو أن أحدًا ارفضَ لِمَا صنعتُم بعثمانَ، لكان جديرًا أن يرفضَّ.

وقال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا سفيان بن عُيينة، عن الزُّهريِّ، عن عووةَ، عن زينت بنت أبي سلمة، عن حَبيبةَ بنت أُمِّ حَبيبة بنت أبي سفيان، عن أُمِّها أم حَبيبة، عن زينبَ بنت جَحْشٍ زوج النَّبِيِّ - قال سفيان: أربع نسوة - قالت: استيقظَ النَّبِيُّ من نومه وهو مُحْمَرُّ الوجه، وهو يقول: "لا إلهَ إِلَّا اللّه، ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقتربَ، فُتحَ اليومَ من رَدْمِ يأجوجَ ومأجوجَ مثلُ هذه - وحلَّقَ بأصبعه الإبهام والتي تليها - قلتُ: يا رسولَ اللّه! أنهلكُ وفينا الصَّالحون؟ "قال: "نعم، إذا كثر الخبث" (٢).

هكذا رواه الإمام أحمد عن سفيان بن عُيينة به، وكذلك رواه مسلم (٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وسعيد بن عمرو الأَشْعَثي، وزُهير بن حَرْب، وابن أبي عُمرَ، كلّهم عن سفيان بن عُيينة به سواء. ورواه الترمذي (٤) عن سعيد بن عبد الرحمن المخزوميّ وغير واحد، كلّهم عن سفيان بن عُيينة. وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الترمذي: قال الحُمَيْديُّ عن سفيانَ: حفظت من الزهريِّ في هذا الإسناد أربع نسوة.

قلت: وقد أخرجه البخاريّ (٥): عن مالك بن إسماعيل، ومسلم (٦): عن عمرو الناقد، عن سفيان بن عُيينة، عن الزهري، عن عُروةَ، عن زينبَ، عن أُمّ حَبيبة، عن زينبَ بنت جَحْش، فلم يذكروا حبيبة في الإسناد، وكذلك رواه عن الزهري: شعيب، وصالح بن كيسان، وعقيل، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن أبي عتيق، ويونس بن يزيد؛ فلم يذكروا عنه في الإسناد حَبيبة. فاللّه أعلم.

فعلى ما رواه أحمد ومن تابعه عن سفيان بن عُيينة، يكون قد اجتمعَ في هذا الإسناد تابعيان، وهما الزهري وعروة بن الزبير، وأربع صحابيات، وبنتان، وزوجتان، وهذا عزيزٌ جدًّا. ثم قال البخاري بعد رواية الحديث المتقدِّم: عن أبي اليَمَان، عن شُعيب، عن الزُّهْريّ، فذكره إلى آخره (٧). ثم قال: وعن الزُّهْريّ: حدَّثتني هندُ بنت الحارث، أَنَّ أُمَّ سلمةَ، قالت: استقيظَ رسولُ اللّه فقال: "سبحان الله! ماذا أنزل من الخزائن؟! وماذا أنزل من الفتن؟! ". وقد أسند (٨) البخاريُّ في مواضع أُخر


(١) الطبقات الكبرى (٦/ ١٥).
(٢) رواه أحمد في المسند (٦/ ٤٢٨) وهو حديث صحيح.
(٣) رواه مسلم في صحيحه رقم (٢٨٨٠) في الفتن.
(٤) رواه الترمذي في جامعه رقم (٢١٨٧) في الفتن.
(٥) رواه البخاري في صحيحه رقم (٣٣٤٦) الأنبياء ورقم (٧٠٥٩) و (٧١٣٥) في الفتن.
(٦) رواه مسلم في صحيحه رقم (٢٨٨٠) (١) في الفتن.
(٧) رواه البخاري في صحيحه رقم (٦١٢٨) في الأدب.
(٨) في نسخة: أسند.