للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- يعني لحيتَه - من دم هذه - يعني: هامتَه - فقُتِلَ، وقُتِلَ أبو فَضَالة مع على يومَ صِفِّين (١).

وقال أبو داود الطيالسي: حدَّثنا شَريك، عن عثمانَ بن المغيرة، عن زيد بن وَهْب، قال: جاء رأسُ الخوارج إلى عليّ فقال له: اتَّقِ الله فإنَّكَ مَيِّتٌ، فقال: لا والذي فلقَ الحبَّةَ وبَرَأَ النَّسْمَةَ، ولكن مقتولٌ من ضربةٍ على هذه تَخْضِبُ هذه - وأشارَ بيده إلى لحيته - عهدٌ معهودٌ، وقضاءٌ مقضيٌّ، وقد خابَ من افتري (٢).

وقد روى البيهقي: بإسناد صحيح عن زيد بن أسلم، عن أبي سِنان الدُّؤليّ، عن علي، في إخبار النبيِّ بقتله (٣). وروى: من حديث هُشَيم، عن إسماعيل بن سالم، عن أبي إدريس الأزدي، عن علي، قال: إنَّ مما عَهِدَ إليَّ رسولُ الله : أنَّ الأُمَّةَ ستغدرُ بكَ بعدي (٤). ثم ساقَه من طريق فِطْر بن خليفةَ وعبد العزيز بن سِيَاه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبةَ بن يزيد الحِمَّاني، قال: سمعتُ عليًّا يقول: إنَّه لعهدُ النبيِّ الأُمِّي إليَّ، إنَّ الأمة ستغدرُ بكَ بعدي. قال البخاري: ثعلبة هذا فيه نظر، ولا يُتابع على حديثه هذا (٥).

وروى البيهقي: عن الحاكم، عن الأصمِّ عن محمد بن إسحاق الصَّغَّاني، عن أبي الجوَّاب الأحوص بن جَوَّاب، عن عمَّار بن زُريق، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد، قال: قال علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتُخْضَبَنَّ هذه من هذه، للحيته من رأسه، فما يحبس (٦) أشقاها؟ فقال عبدُ الله بن سَبُعٍ: والله يا أميرَ المؤمنين! لو أنَّ رجلًا فعل ذلك لأبرْنا (٧) عشيرته، فقال: أنشدُ بالله ألا يُقتل بي غير قاتلي. قالوا: يا أمير المؤمنين! ألا تستخلفُ؟ قال: لا، ولكنْ أتركُكُم كما تَرَكَكُم رسولُ الله ، قالوا: فما تقولُ لربِّك إذا تركتَنا هَمَلًا؟ قال: أقولُ: اللَّهُمَّ استخلفتَني فيهم ما بدا لكَ، ثم قبضتَني وتركتُكَ فيهم، فإن شئتَ أصلحتَهم، وإن شئتَ أفسدتَهم (٨).


(١) وهو في المسند (١/ ١٠٢) رقم (٨٠٢) ومجمع الزوائد (٩/ ١٣٦) وفيها زيادة: إن رسول الله عهد إليَّ أني لا أموت حتى أؤمَّرَ ثم تخضبُ … وفضالة بن أبي فضالة مجهول. الميزان للذهبي (٣/ ٣٤٩) وعبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف.
(٢) رواه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص ٢٣) وفي إسناده شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي، وهو صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه.
(٣) رواه البيهقي في السنن كما في الدلائل (٦/ ٤٣٩).
(٤) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٤٤٠).
(٥) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٤٤٠).
(٦) سقطت كلمة (يحيس) من الأصل.
(٧) "لأبَرْنا عشيرته": أهلكناهم. وفي الدلائل: لأبرنا عترته، أي: عشيرته.
(٨) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٤٣٩) في سنده ثعلبة بن يزيد الحماني، ضعيف.