للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وللمهاجر بن أبي أمية، وأمره بجنود العَنْسي، ومعونة الأبناء على قيس بن مَكْشوح.

قلت: وذلك لأنه كانَ قد نزع يده من الطاعة، على ما سيأتي.

قال: ولخالد بن سعيد بن العاص إلى مشارف الشام.

ولعمرو بن العاص إلى جماع قضاعة ووديعة والحارث.

ولحذيفة بن محصن الغطفاني وأمره بأهل دبا وبعرفجة وهرثمة وغير ذلك.

ولطرفة بن حاجب، وأمره ببني سليم ومن معهم من هوازن.

ولسويد بن مُقرِّن، وأمره بتهامة اليمن.

وللعلاء بن الحَضْرمي، وأمره بالبحرين، .

وقد كتب لكلِّ أمير كتاب عهده على حدته، ففصل كل أمير بجنده من ذي القصّة.

ورجع الصِّدِّيق إلى المدينة، وقد كتب معهم الصديق كتابًا إلى المُرْتَدَّة (١) وهذه نسخته (٢):

"بسم الله الرحمن الرحيم من أبي بكر خليفة رسول الله إلى منْ بلغه كتابي هذا، من عامةٍ وخاصةٍ، أقامَ على إسلامه أو رجعَ عنه، سلامٌ على من اتَّبع الهُدى، ولم يرجع بعدَ الهُدَى إلى الضلالةِ والهَوى، فإني أحمدُ اللهَ إليكم الذي لا إلهَ إلا هو، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأن محمدًا عبدُهُ ورسولُه، نقرُّ بما جاء به، ونُكَفِّر من أبى ذلك ونجاهده. أما بعدُ فإن الله أرسلَ بالحقّ من عنده، إلى خلقه بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذْنِه وسراجًا منيرًا، لينذرَ منْ كان حيًّا ويحقّ القولُ على الكافرين، فهدى الله بالحق منْ أجابَ إليه، وضربَ رسولُ الله منْ أدبرَ عنه، حتى صار إلى الإسلام طوعًا أو كرهًا، ثم تَوفَّى اللهُ رسولَه، وقد نفَّذَ لأمر الله، ونصحَ لأمته، وقضَى الذي عليه، وكان الله قد بيَّن له ذلك، ولأهل الإسلام في الكتاب الذي أنزل فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: ٣٠] وقال: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٤] وقال للمؤمنين: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٤٤] فمن كان إنّما يعبدُ محمدًا فإن محمدًا قد ماتَ، ومنْ كانَ إنما يعبدُ اللهَ فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يموتُ، ولا تأخذُهُ سنةٌ ولا نومٌ، حافظٌ لأمره، مُنْتقمٌ من عدوِّه. وإني أوصيكُمْ بتَقْوى الله وحظكم ونصيبكم وما جاءكم به نبيكم وأن تهتدوا بهداه، وأن تعتصموا بدينِ الله، فإنَّ كلَّ منْ لم يهدِهِ اللهُ ضالٌّ، وكلّ منْ لم يُعِنْهُ اللهُ مخذولٌ، ومنْ هداهُ غيرُ اللهِ كانَ ضالًّا، قال الله تعالى: ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا﴾ [الكهف: ١٧] ولن يُقْبَلَ له في الدنيا عملٌ حتى يقَّر به، ولن يُقْبَلَ له في الآخرة صرفٌ ولا عدلٌ، وقد بلغني رجوعُ منْ رَجَعَ منكم عن دينه بعد أن أقرَّ


(١) في المطبوع: "الربذة" وهو تحريف عجيب!
(٢) نص الكتاب في تاريخ الطبري (٣/ ٢٥٠).