للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتحُ قَيْسارية من فلسطين، وهرب هرقل، وفتح مصر في سنة عشرين. وقال سيف بن عمر: كان فتح قيسارية وفتح مصر في سنة ست عشرة. قال ابن جرير (١): فأما فتحُ قيسارية فقد تقدم، وأما فتح مصر فإني سأذكره في سنة عشرين إن شاء الله تعالى.

قال الواقدي: وفي هذه السنة ظهرت نارٌ من حرْةِ ليلى (٢) فأراد عمر أن يخرج بالرجال إليها، ثم أمر المسلمين بالصدقة فطفئت ولله الحمد.

ويقال كان فيها وقعة أرمينية وأميرها عثمان بن أبي العاص، وقد أصيب فيها صفوان بن المُعَطَّل بن رَحْضَة (٣) السُّلَمي ثم الذَّكواني، وكان أحد الأمراء يومئذ. وقد قال فيه رسول الله "ما علمت عليه إلا خيرًا" (٤) وهو الذي ذكره المنافقون في قصة الإفك فبرَّأَ اللهُ ساحتَه، وجنابَ أمّ المؤمنين زوجة رسول الله مما قالوا. وقد كان إلى حين قالوا لم يتزوج، ولهذا قال: والله ما كشفت كنف أنثى قط. ثم تزوج بعد ذلك، وكان كثير النوم ربما غلب عليه عن صلاة الصبح في وقتها، كما جاء في سنن أبي داود (٥) وغيره. وكان شاعرًا ثم حصلت له شهادةٌ في سبيل الله، قيل بهذا البلد، وقيل بالجزيرة، وقيل بسُمَيْساط (٦). وقد تقدَّم بعضُ هذا فيما سلف.

وفيها فُتحت تكريتُ في قولٍ، والصحيح قبل ذلك.

وفيها فيما ذكرنا أسرت الروم عبدَ الله بن حُذافة (٧).

وفيها في ذي الحجة منها كانت وقعةٌ بأرض العراقِ قتل فيها أميرُ المجوس (٨) شهرك، وكان أمير المسلمين يومئذ الحكم بن أبي العاص .

قال ابن جرير (٩)، وفيها (حجَّ) بالناس عمرُ، ونوابه في البلاد وقضاته هم المذكورون قبلها والله أعلم.


(١) في تاريخه (٤/ ١٠٢ - ١٠٣).
(٢) حرّة ليلى: موضع لبني مرة بن عوف يطؤها الحاج في طريقهم إلى المدينة. معجم البلدان (٢/ ٢٤٨).
(٣) في جامع الأصول: رُبَيْصَة، وفي الاستيعاب: ربيعة، وفي الإصابة: رُبيعة، وما أثبتناه هو الصواب، وهو الذي بخط الذهبي في تاريخ الإسلام، وفي السير (٢/ ٥٤٥).
(٤) قطعة من حديث أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٢٦٦١) في الشهادات، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (١٦/ ١٣ - ١٩) رقم (٧٠٩٩) في مناقب الصحابة.
(٥) سنن أبي داود رقم (٢٤٥٩) في الصوم من حديث أبي سعيد الخدري، وهو حديث صحيح.
(٦) في ط: "بشميشاط": وما هنا بخط الذهبي في تاريخ الإسلام، وهي كذلك في السير (٢/ ٥٤٦).
(٧) ترجمته في الاستيعاب (٢/ ٨٨٨) وتاريخ دمشق - (عبد الله بن جابر - عبد الله بن زيد - ١٢٠/ - ١٣٥) وجامع الأصول (١٤/ ٤٤٨ - ٤٤٩) وأسد الغابة (٣/ ٢١١) والإصابة (٢/ ٥٤).
(٨) في أ: أمير الجيوش. والخبر في تاريخ خليفة (ص ١٤١).
(٩) في تاريخه (٤/ ١٠٣).