للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه ولَّيته؟ وقال لهم فيما قال: واللهِ لئن قتلتموني لا تتحابُّوا بعدي، ولا تصلّوا جميعًا أبدًا، ولا تقاتلوا بعدي عدوًا جميعًا أبدًا، وقد صدق فيما قال.

وقال الإمام أحمد (١): حدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدَّثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن أبي قيس، حدَّثني النعمان بن بشير قال: كتب معي معاوية إلى عائشة كتابًا فدفعت إليها كتابه، فحدثتني أنها سمعت رسول الله يقول لعثمان: "إن الله لعله يقمّصك قميصًا، فإن أرادك أحدٌ على خلعه فلا تخلعه" ثلاث مرات، قال النعمان: فقلت يا أمَّ المؤمنين! فأين كنت عن هذا الحديث؟ فقالت: يا بني والله أُنسيتُه.

وقد رواه الترمذي (٢) من حديث اللَّيث، عن معاوية بن صالح (٣)، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن عامر (٤)، عن النعمان، عن عائشة به. ثم قال: هذا حديث حسن غريب.

ورواه ابن ماجه (٥) من حديث الفرج بن فضالة عن ربيعة بن يزيد، عن النعمان، فأسقط عبد الله (٦) ابن عامر.

[قال الإمام أحمد (٧): حدّثنا يحيى، عن إسماعيل (٨)، حدَّثنا قيس، عن أبي سهلة، عن عائشة قالت: قال رسول الله : "ادعوا لي بعض أصحابي" قلت: أبو بكر؟ قال: "لا" قلت: عمر؟ قال: "لا" قلت: ابن عمك عليّ؟ قال: "لا" قالت: قلت: عثمان؟ قال: "نعم" فلما جاء قال: "تَنَحّيْ" فجعل يسارُّه، ولون عثمان يتغيَّر، فلما كان يوم الدار وحُصِرَ فيها، قلنا: يا أمير المؤمنين ألا تقاتل؟ قال: لا! إن رسول الله عهد إليَّ عهدًا وإني (٩) صابر نفسي عليه. تفرد به أحمد.

وقال الإمام أحمد (١٠): حدَّثنا علي بن عياش، حدَّثنا الوليد بن مسلم، أخبرنا الأوزاعي، عن


(١) مسند أحمد (٦/ ١٤٩) والحديث أيضًا في تاريخ دمشق (٢٧٨) وهو حديث صحيح.
(٢) جامع الترمذي (٣٧٠٥) في المناقب.
(٣) في أ: معاوية بن أبي صالح؛ خطأ، وأثبتنا الصحيح كما في تقريب التهذيب (٥٣٨).
(٤) في أ: "عبد الملك بن عامر" وهو خطأ، وجاء على الصواب في طبعة الدكتور بشار من جامع الترمذي (٦/ ٧٣) وتحفة الأشراف للمزي (١١/ ٧٥٣ حديث ١٧٦٧٥ من طبعة الدكتور بشار)، وعبد الله بن عامر هو اليحصبي القارئ من رجال التهذيب.
(٥) سنن ابن ماجه (١١٢) في المقدمة وفيه الفرج بن فضالة وهو ضعيف، ولكن يشهد له حديث أحمد والترمذي الذي قبله، فهو حسن.
(٦) في أ: "عبد الملك" خطأ، كما بيناه قبل قليل.
(٧) مسند أحمد (٦/ ٥٢) وهو حديث صحيح.
(٨) في ط: يحيى بن إسماعيل؛ تحريف. وما هنا عن المسند وأ.
(٩) في أ: وأنا.
(١٠) مسند أحمد (١/ ٦٧) وإسناده ضعيف لانقطاعه.