للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لحدَّثتكم. قال: قلنا أصلحك الله، حدِّثنا فلسنا نقول ما يقول الناس، فقال: إنّي رأيتُ رسولَ الله في منامي هذا، "فقال: إنكَ شاهدٌ معنا الجمعةَ".

وقال ابن أبي الدنيا (١): حدَّثنا أبو عبد الرحمن القرشي: حدَّثنا خلف بن تميم، حدَّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر البَجَلي، حدَّثنا عبد الملك بن عُمَيْر، حدَّثني كثير بن الصَّلْت قال: دخلت على عثمان وهو محصورٌ، فقال لي: يا كثير ما أراني إلا مقتولًا يومي هذا. قال: قلتُ ينصركَ الله على عدوكَ يا أمير المؤمنين، قال: ثم أعاد عليَّ فقلتُ وقّت لك في هذا اليوم (شيء)؟ أو قيل لك شيء؟ قال: لا! ولكنّي سهرتُ في ليلتي هذه الماضية، فلما كان عند (٢) السحر أغفيتُ إغفاءةً فرأيت فيما يرى النائم رسولَ الله ، وأبا بكر وعمر، ورسول الله يقول لي: يا عثمان الحقنا لا تحبسنا، فإنا ننتظرك" قال: فقتل من يومه ذلك.

وقال ابن أبي الدنيا (٣): حدَّثنا إسحاق بن إسماعيل، حدَّثنا يزيد بن هارون، عن فرج بن فَضَالة، عن مروان بن أبي أمية، عن عبد الله بن سَلَام. قال (٤):

أتيت عثمان لأُسلِّم عليه وهو محصورٌ، فدخلتُ عليه فقال: مرحبًا بأخي (٥)، رأيتُ رسولَ الله الليلةَ في هذه الخَوْخَة -قال: وخوخة في البيت- فقال: "يا عثمان حصروك؟ " قلتُ: نعم! قال: "عطَّشوك؟ " قلت: نعم! فأدلى دلوًا فيه ماءٌ فشربت حتى رويت حتى إني لأجد برده بين ثَدْيَىَّ و (بين) كتفي، وقال لي: "إن شئت نُصِرْتَ (٦) عليهم، وإن شئت أفطرت عندنا" فاخترتُ أن أفطر عنده؛ فقُتل ذلك اليوم.

وقال محمد بن سعد (٧): أخبرنا عفان بن مسلم، حدَّثنا وُهَيْب، حدَّثنا داود، عن زياد بن عبد الله، عن أم هلال بنت وكيع، عن امرأة عثمان -قال: وأحسبها بنت الفرافصة- قالت:

أغفى عثمان فلمّا استيقظ قال: إن القومَ يقتلونني، قلت: كلا يا أمير المؤمنين. قال: إني رأيت رسول الله وأبا بكر وعمر، فقالوا: أفطرْ عندنا الليلةَ، أو إنّك مفطرٌ عندنا الليلة.

وقال الهيثم بن كليب: حدَّثنا عيسى بن أحمد العَسْقَلاني، حدَّثنا شَبابة، حدَّثنا يحيى بن أبي راشد


(١) الخبر في كتاب المنامات لابن أبي الدنيا (١٢٣)، وتاريخ دمشق (٣٩١).
(٢) في ط: وقت السحر.
(٣) المنامات لابن أبي الدنيا (٦٦).
(٤) الخبر في تاريخ دمشق (٣٩١ - ٣٩٢).
(٥) في أ: يا أخي.
(٦) في أ: صبرت.
(٧) طبقات ابن سعد (٣/ ٧٥)، وبعدها في أ: حدَّثنا محمد بن عمر؛ زيادة.