للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سَرْبَلَنيه اللّهُ، وأما أن أقتصَّ لهم من نفسي فواللّه لقد علمت أن صاحبيّ بين يدي وقد كانا يعاقبان وما يقوم بدني بالقصاص، وأما أن تقتلوني (١) فواللّه لئن قتلتموني لا تَحابُّون بعدي، ولا تُصلّون بعدي جميعًا، ولا تقاتلون بعدي جميعًا عدوًا أبدا (٢). قال: وجاء رويجل كأنه ذئب، فاطَّلع من باب ورجع، وجاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلًا، فأخذ بلحيته فقال بها حتَّى سمعتُ وقعَ أضراسه، فقال: ما أغنى عنكَ معاوية، وما أغنى عنك ابنُ عامر، وما أغنت عنك كتبك، قال: أرْسلْ لحيتي يا بن أخي، قال: فأنا رأيته استعدى رجلًا من القوم بعينه -يعني أشار إليه- فقام إليه بمِشْقَص (٣) فوجأ به رأسه. قلت: ثم مَه (٤)؟ قال: ثم تعاوروا (٥) عليه حتى قتلوه.

قال سيف بن عمر التميمي : عن الغُصْن (٦) بن القاسم، عن رجل، عن خنساء مولاة أسامة بن زيد -وكانت تكون مع نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان-:

أنها كانت في الدّار [يومئذ] (٧) ودخل محمد بن أبي بكر فأخذ بلحيته وأهوى بمشاقص معه فوجأ بها في حلقه، فقال: مهلًا يا بن أخي، فواللّهِ لقد أخذتَ مأخذًا ما كان أبوكَ ليأخذَ به، فتركه وانصرف مُستحييًا نادمًا، فاستقبله القوم على باب الصفة فردّهم طويلًا حتى غلبوه، فدخلوا وخرجَ محمدُ راجعًا، فأتاه رجلٌ بيده جريدة يقدمهم حتَّى قام على عثمان فضرب بها رأسه فشجَّه، فقطر دمُه على المصحف حتى لطخه، ثم تعاوروا (٨) عليه فأتاه رجل فضربه على الثدي بالسيف [فسقط] ووثبت نائلة بنت الفرافصة (الكلبية فصاحت) وألقت نفسَها عليه، وقالت: يا بنتَ شيبة أيقتل أميرُ المؤمنين؟ وأخذتِ السيفَ، فقطعَ الرجل يدها، وانتهبوا متاع الدار (٩) ومرّ رجل على عثمان ورأسه مع المصحف فضرب رأسه برجله ونحاه عن المصحف وقال: ما رأيتُ كاليوم وجهَ كافرٍ أحسنَ ولا مضجعَ كافرٍ أكرم (١٠). قال: فلا واللّه ما تركوا في داره شيئًا حتى الأقداح إلا ذهبوا به (١١).


(١) من قوله: فواللّه لقد علمت. . . إلى هنا ساقط من ط.
(٢) في أ: أبدًا، ولا تقاتلون عدوًا جميعًا، وفي تاريخ دمشق: ولا تقاتلون بعدي عدوًا جميعًا أبدًا.
(٣) مشقص - كمنبر: نصل عريض. القاموس (شقص).
(٤) مه: أصلها ما الاستفهامية، والهاء للسكت بدل الألف. اللسان (مهه).
(٥) في أ: ثم تعاونوا.
(٦) في أ: الحصين. وفي ط: العيص وما هنا عن تاريخ دمشق (٤١٠)، وهو الصواب.
(٧) الاستدراك من تاريخ دمشق.
(٨) في أ: تعاونوا، وفي تاريخ دمشق: تغاووا.
(٩) في أ: وانتهبوا المتاع ومر.
(١٠) في أ: أكره.
(١١) وإسناده ضعيف.