للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبْشِرْ وحييّتَ ثلاثًا تترى … ثم ثلاثًا وثلاثًا أخرى

ثم بأخرى كي تتم عشرًا … أتاك خيرٌ ووقيتَ شرّا

أُنكحتَ والله حصانًا زَهْرا … وأنت بكر ولقيت بكرا

وافيتها بنتَ عظيم قدرا … بنيتَ أمرًا (١) قد أشاد ذكرا

قال عثمان: فعجبت من أمرها حيث تبشرني بامرأة قد تزوجت غيري فقلت: يا خالة ما تقولين؟ فقالت: عثمانُ [من الرجز]

لك الجمال ولك اللسان … هذا نبي (٢) معه البرهانُ

أرسله بحقّه الديانُ … وجاءه التنزيل والفرقان

فاتْبعه لا تغتالك الأوثان

قال: فقلت إنك لتذكرين أمرًا ما وقع ببلدنا. فقالت: محمد بن عبد الله، رسول من عند الله، جاء بتنزيل الله، يدعو به إلى الله، ثم قالت: [جزوء الرجز]

مصباحُهُ مصباحُ … ودينُهُ فلاحُ

وأمرُه نجاحُ … وقرنُه نطّاحُ

ذلَّتْ له البطاحُ … ما ينفع الصيّاح (٣)

لو وقع الذّباح … وسُلَّتِ الصفاح

ومُدَّتِ الرّماحُ

قال عثمان: فانطلقت مفكرًا فلقيني أبو بكر فأخبرته، فقال: ويحكَ يا عثمانُ إنَّك لرجلٌ حازمٌ، ما يخفى عليك الحقُّ من الباطل، ما هذه الأصنام التي يعبدها قومنا؟ أليست من حجارة صم لا تسمع ولا تبصر ولا تضرُّ ولا تنفع؟ قال: قلت بلى! واللّه إنها لكذلك، فقال: والله لقد صدقتك خالتك، هذا رسول الله محمد بن عبد اللّه، قد بعثه اللّه إلى خلقه برسالته، هل (٤) لك أن تأتيه؟ فاجتمعنا برسول اللّه فقال: "يا عثمان أجب اللّه إلى جنته (٥) فإنّي رسول الله إليك وإلى خلقه". قال: فوالله ما تمالكتُ حين سمعت (٦) قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ثم لم ألبث أن


(١) في أ: بنت امرئ قد أسْار ذكرًا.
(٢) في ط: هذا النبي.
(٣) في أ: المصباح.
(٤) في أ: فهل لك.
(٥) في ط: إلى حقه.
(٦) في ط: ما تمالكت نفسي منذ سمعت رسول الله . وما هنا عن أ وتاريخ دمشق.