للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الليث في حديثه: حتى إن كانوا ليأخذونه بالصحاف والآنية قال ابن لهيعة: فتمتلئ ونهريقها.

وقد ذكرنا أن عبد الله بن بدير كسر (١) الميسرة التي فيها حبيب بن مسلمة حتى أضافها إلى القلب (٢) فأمر معاوية الشجعان أن يعاونوا حبيبًا على الكرَّة وبعث إليه معاوية يأمره بالحملة (والكرَّة) على ابن بُديل، فحمل حبيب بمن معه من الشجعان على ميمنة أهل العراق (فأزالوهم عن أماكنهم وانكشفوا عن أميرهم حتى لم يبق معه إلا زهاء ثلاثمئة وانجفل بقية أهل العراق)، ولم يبق مع علي من تلك القبائل إلا أهل مكه (٣) وعليهم سهل بن حنيف، وثبت ربيعة مع علي واقترب أهل الشام منه حتى جعلت نبالهم تصل إليه، وتقدم إليه مولى لبني أمية فاعترضه مولى لعلي فقتله الأموي وأقبل يريد عليًا وحوله بنوه الحسن والحسين ومحمد بن حنفية، فلما وصل إلى علي أخذه علي بيده فرفعه ثم ألقاه على الأرض فكسر عضده ومنكبه وابتدره الحسين ومحمد (بأسيافهما) فقتلاه فقال علي للحسن ابنه (وهو واقف معه): ما منعك أن تصنع كما صنعا فقال: كفياني أمره (يا أمير المؤمنين) وأسرع إلى عليٍّ أهل الشام فجعل علي لا يزيد قربهم منه سرعة في مشيته، بل هو سائر على هينته، فقال له ابنه الحسن: يا أبتِ لو سعيتَ أكثرَ من مشيتك هذا (٤) فقال: يا بني إن لأبيك يومًا لن يعدوه ولا يبطئ به عنه (٥) السعي ولا يعجل به إليه المشي إن أباك والله ما يبالي وقع على الموت أو وقع عليه [الموت] ثم إن عليًا أمر الأشتر النخعي أن يلحق المنهزمين فيردهم فسار فأسرع (٦) حتى استقبل المنهزمين من العراق (٧) فجعل يؤنبهم ويوبخهم ويحرض القبائل والشجعان منهم على الكرة فجعل طائفة تتابعه (٨) وآخرون يستمرون في هزيمتهم فلم يزل ذلك دأبه حتى اجتمع عليه خلق عظيم من الناس فجعل (٩) لا يلقى قبيلة [من الشاميين] إلا كشفها ولا طائفة إلّا ردها حتى انتهى إلى أمير الميمنة وهو عبد الله بن بُديل ومعه نحو من ثلاثمئة قد ثبتوا في مكانهم فسألوا عن أمير المؤمنين فقالوا (١٠) حي صالح فالتفوا عليه، فتقدم بهم حتى تراجع كثير من الناس وذلك ما بين صلاة العصر إلى الغروب (١١)، وأراد ابن بُديل أن يتقدم إلى أهل الشام فأمره الأشتر أن يثبت مكانه


(١) في أ: وتهراق وقد ذكر ابن بديل كسر.
(٢) في أ: حتى أدخلها في القلب.
(٣) في أ: المدينة.
(٤) في أ: أكثر من هذا.
(٥) في ط: عند.
(٦) في أ: فيردهم فساق بأسرع سوق.
(٧) بعدها في أ: من بين أيديهم.
(٨) في أ: فتابعه طائفة واستمر آخرون في هزيمتهم.
(٩) في أ: عليه منهم جمع عظيم فرجع بهم إلى أهل الشام فجعل.
(١٠) فسألوه عن أمير المؤمنين فقال.
(١١) في أ: المغرب.