للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله في الأيتام فلا تُعنوا (١) أفواههم، ولا يضيعُنّ بحضرتكم، الله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم، ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم، الله الله في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم. الله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم. الله الله في بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا (٢). الله الله في شهر رمضان فإن صيامه جُنَّة من النار. الله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم. الله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب. الله الله في ذمة نبيكم ولا يُظْلمنَّ بين أظهركم (٣). الله الله في أصحاب نبيكم فإن رسول الله أوصى بهم. الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معاشكم. الله الله فيما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به رسول الله أن قال: "أوصيكم بالضعيفين نسائكم وما ملكت أيمانكم" الصلاة الصلاة، لا تخافن في الله لومة لائم يكفكم من أرادكم وبغى عليكم، وقولوا للناس حسنًا كما أمركم الله، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولى الأمر شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم، وعليكم بالتواصل والتبادل، وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب، حفظكم الله من أهل بيت، وحفظ عليكم نبيكم، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله (٤).

ثم لم ينطق إلَّا بلا إله إلا الله حتى قبض في شهر رمضان سنة أربعين.

وقد غسله ابناه الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وصلّى عليه الحسن فكبّر عليه تسع تكبيرات.

وقال الإمام أحمد (٥): حدَّثنا أبو أحمد الزَّبيري، حدَّثنا شريك، عن عمران بن ظبيان، عن أبي تِحيى (٦) قال: لما ضرب ابن ملجَم عليًا قال لهم: افعلوا به كما أراد رسول الله أن يفعل برجل أراد قتله فقال: "اقتلوه ثم حرقوه".

وقد روي أن أم كلثوم قالت لابن ملجم وهو واقف: ويحك! لمَ ضربت أمير المؤمنين؟ قال: إنما ضربت أباك، فقالت: إنه لا بأس عليه، فقال: لمَ تبكين؟ والله لقد ضربته ضربة لو أصابت أهل المصر لماتوا أجمعين، والله لقد سممت هذا السيف شهرًا ولقد اشتريته بألف وسممته بألف.

قال الهيثم بن عدي: حدَّثني رجل من بجيلة، عن مشيخة قومه أن عبد الرحمن بن ملجم رأى امرأة من [بني] تيم الرَّباب يقال لها قطام كانت من أجمل النساء ترى رأي الخوارج، قد قتل عليٌّ قومها على هذا الرأي، فلما أبصرها عشقها فخطبها فقالت: لا أتزوجك إلا على ثلاثة آلاف [درهم] وعبد وقينة


(١) في ط: "تعفو" وما هنا يعضده ما في تاريخ الطبري.
(٢) في أ: فإنه يترك بكم لن تناظروا.
(٣) في ط: "ظهرانيكم"، وما هنا من أ وتاريخ الطبري.
(٤) وإسناد هذه الوصية ضعيف معضل، وانظر معجم الطبراني الكبير (١/ ٩٧) رقم (١٦٨).
(٥) مسند الإمام أحمد (١/ ٩٢) وإسناده ضعيف.
(٦) في أ، ط: يحيى؛ تحريف.