للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو زرعة الدمشقي (١): حدَّثنا أحمد بن خالد الوهبي أبو سعيد، حدَّثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن نجيح، عن أبيه قال: لما حج معاوية أخذ بيد سعد بن أبي وقاص فقال: يا أبا إسحاق إنا قوم قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا أن ننسى بعض سننه فطف نطف بطوافك، قال: فلما فرغ أدخله دار الندوة فأجلسه معه على سريره ثم ذكر [له] علي بن أبي طالب فوقع فيه فقال: أدخلتني دارك وأجلستني على سريرك ثم وقعت في علي تشتمه؟ والله لأن يكون فيّ إحدى خلاله الثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون لي ما قال له رسول الله حين غزا تبوكًا: "أما (٢) ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلَّا أنه لا نبي بعدي"؟ لأحبّ (٣) إلي مما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون لي ما قال له يوم خيبر: "لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرَّار" أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس. ولأن أكون صهره على ابنته ولي منها من الولد ماله أحب إليَّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، لا أدخل عليك دارًا بعد هذا اليوم، ثمّ نفض رداءه ثم خرج.

وقال أحمد (٤): حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص قال: خلَّف رسول الله علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله تخلَّفني في النساء والصبيان؟ قال: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي"؟ إسناده على شرطهما ولم يخرجا (٥).

وهكذا رواه أبو عوانة: عن الأعمش، عن الحكم، عن مصعب، عن أبيه.

ورواه أبو داود الطيالسي (٦): عن شعبة، عن عاصم، عن مصعب، عن أبيه، فالله أعلم.

وقال أحمد (٧): حدَّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدَّثنا سليمان بن بلال، حدَّثنا الجُعَيْد (٨) بن عبد الرحمن الجعفي، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها: أن عليًا خرج مع رسول الله حتى جاء ثنية الوداع وعلي يبكي يقول: تخلِّفني مع الخوالف؟ فقال: "أوما (٩) ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من


(١) لم أجد حديثه في تاريخ أبي زرعة طبع مجمع اللغة العربية.
(٢) في ط: ألا.
(٣) في أ: أحب.
(٤) مسند الإمام أحمد (١/ ١٨٢).
(٥) في أ: ولم يخرجوه.
(٦) مسند أبي داود الطيالسي (ص ٢٩) وفيه: حدَّثنا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد.
(٧) مسند الإمام أحمد (١/ ١٧٠).
(٨) في ط: "الجعد"، وما أثبتناه من أ والمسند، وهما واحد، وهو من رجال التهذيب.
(٩) في أ: أما. وهذه لفظة المسند.