للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طائر فوضع بين يديه فقال:"اللهم ائتني بأحبِّ خلقك إليكَ يأكل معي". قال: فجاء عليٌّ فدقَّ البابَ فقلت من ذا؟ فقال: أنا عليّ، فقلت إن رسول الله على حاجة حتى فعل ذلك ثلاثًا، فجاء الرابعة فضرب الباب برجله فدخل فقال النبيُّ : "ما حَبَسَكَ؟ " فقال: قد جئتُ ثلاث مرات فيحبسني أنس، فقال النبي : "ما حملك على ذلك [يا أنس]؟ " قال قلت: كنتُ أحبُّ أن يكون رجلًا من قومي.

وقد رواه الحاكم النيسابوري (١)، عن عبدان بن يزيد، عن يعقوب الدقّاق، عن إبراهيم بن الحسين الشامي، عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن حمسين بن سليمان بن عبد الملك بن عُمَيْر، عن أنس فذكره، ثم قال الحاكم: لم نكلتبه إلا بهذا الإسناد.

وساقه ابن عساكر (٢) من حديث الحارث بن نبهان، عن إسماعيل - رجل من هل الكوفة - عن أنس بن مالك فذكره.

ومن حديث حفص بن عمر المهرقاني، عن الحكم بن بشير (٣) بن إسماعيل أبي سليمان أخي إسحاق بن سليمان الرازي، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أنس فذكره" ومن حديث سليمان بن قرم، عن محمد بن علي السلمي، عن أبي حذيفة العقيلي، عن أنس فذكره. وقال أبو يعلى: حدَّثنا أبو هشام، حدَّثنا ابن فضيل، حدَّثنا مسلم الملائي، عن أنس قال: أهدت أم أيمن إلى رسول الله طيرًا مشويًا فقال."اللهم ائتني بمن تحبه يأكل معي من هذا الطي" قال أنس فجاء علي فاستأذن، فقلت: هو على حاجته (٤)، فرجع ثم عاد فاستأذن فقلت: هو على حاجته فرجع، ثم عاد فاستأذن فقلت: هو على حاجته فرجع، ثم عاد فاستأذن فسمع النبي صوته فقال: "إئذن له" فدخل وهو موضوع بين يديه فأكل منه وحمد الله، فهذه طرق متعددة عن أنس بن مالك، وكل منها فيه ضعف ومقال. وقال شيخنا أبو عبد الله الذهبي (٥) - في جزء جمعه في هذا الحديث بعد ما أورد طرقًا متعددة نحوًا مما ذكرنا - ويروى هذا الحديث من وجوه باطلة أو مظلمة عن حجاج بن يوسف، وأبي عصام خالد بن عبيد، ودينار أبي كيسان (٦)، وزياد بن محمد الثقفي، وزياد العبسي، وزياد بن المنذر، وسعد بن ميسرة البكري، وسليمان التيمي، وسليمان بن علي الأمير، وسلمة بن وردان، وصباح بن محارب، وطلحة بن مصرف، وأبي الزناد، وعبد الأعلى بن عامر، وعمر بن راشد، وعمر بن أبي حفص الثقفي الضرير،


(١) لم أجده بهذا السند في المستدرك.
(٢) تاريخ دمشق - ترجمة علي - (٢/ ١٣٠).
(٣) في ط: شبير؛ تحريف. وبشير بن إسماعيل من رجال التهذيب.
(٤) في أ: هو في حاجة.
(٥) ذكر محقق كتاب السير للذهبي هذا الجزء "الكلام على حديث الطير" ضمن قائمة كتبه في المقدمة ويبدو أن لا أثر له.
(٦) في أ: نكيس.