للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غير واحد من علماء (الأمصار) - كأيوب والدارقطني [وغير واحد]- من قدَّم عليًا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار. وهذا الكلام حق وصدق وصحيح ومليح.

وقال يعقوب بن سفيان: حدَّثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي (١)، حدَّثنا إبراهيم بن سعيد (٢)، عن شعبة، عن أبي عون - محمد بن عبد الله الثقفي - عن أبي صالح الحنفي قال: رأيت عليَّ بن أبي طالب أخذ المصحف فوضعه على رأسه حتى إني لأرى ورقه يتقعقع ثم قال: اللهم إنهم منعوني أن أقوم في الأمة بما فيه فأعطني ثواب ما فيه، ثم قال: اللهم إني قد مللتهم وملوني وأبغضتهم وأبغضوني، وحملوني على غير طبيعتي (٣) وخلقي، وأخلاق لم تكن تعرف لي، اللهم فأبدلني بهم خيرًا منهم، وأبدلهم بي شرًا مني، اللهم أمت قلوبهم موت الملح في الماء. قال إبراهيم: - يعني أهل الكوفة -.

وقال ابن أبي الدنيا: حدَّثني عبد الرحمن بن صالح، حدَّثنا عمرو بن هشام الخبي أبو الحُباب، عن أبي عود (٤) الثقفي، عن أبي عبد الرحمن السلمي. قال: قال لي الحسن بن علي قال لي علي: إن رسول الله سنح لي الليلة في منامي فقلت: يا رسول الله ما لقيت من أمتك من الأود واللدد؟ قال: أدع عليهم فقلت: اللهم أبدلني بهم من هو خير لي منهم، وأبدلهم بي من هو شر [لهم] مني، [قال] فخرج فضربه الرجل.

الأود: العوج (٥) واللدد: الخصومة.

وقد قدمنا الحديث الوارد بالأخبار بقتله (٦) وأنه يخضب لحيته من فرن رأسه، فوقع كما أخبر صلوات الله وسلامه على رسوله.

وروى أبو داود في كتاب القدر أنه لما كان أيام الخوارج كان أصحاب علي يحرسونه كل ليلة عشرة - يبيتون في المسجد بالسلاح - فرآهم علي فقال: ما يجلسكم (٧)؟ فقالوا: نحرسك، فقال: من أهل السماء؟ ثم قال: إنه لا يكون في الأرض شيء حتى يقضى في السماء، وإن علي من الله جنة حصينة. وفي رواية: وإن الرجل جنة محصونة (٨)، وإنه ليس من الناس أحد إلا وقد وكل به ملك فلا تريده دابة ولا شيء إلا قال: اتقه اتقه. فإذا جاء القدر خلا عنه. وفي رواية: ملكان يدفعان عنه فإذا جاء القدر خليا


(١) في ط: الأريسي؛ تحريف وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي؛ من رجال التهذيب.
(٢) في أ: سعد؛ وإبراهيم بن سعيد من رجال التهذيب.
(٣) في أ: طبيعتي وفطرتي وخلقي.
(٤) في أ: عن أبي حباب عن أبي عون، خطأ وانظر تقريب التهذيب ٤٩٤، ٦٣١، ٦٦٢.
(٥) في أ: المعوج.
(٦) في أ: بمقتله وأنه تخضب.
(٧) في أ: ما أجلسكم.
(٨) في أ: حصينة.