للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنت رسول الله ، وسيد المسلمين، وأحد علماء الصحابة وحلمائهم وذوي آرائهم. والدليل على أنه أحد الخلفاء الراشدين الحديث الذي أوردناه في دلائل النبوة من طريق سفينة مولى رسول الله أن رسول الله قال: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكًا" (١) وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي ، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله ، فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من [أكبر] دلائل النبوّة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليمًا. وقد مدحه رسول الله على صنيعه هذا وهو تركه الدنيا الفانية، ورغبته في الآخرة الباقية (٢)، وحقنه دماء هذه الأمة، فنزل عن الخلافة وجعل الملك بيد معاوية حتى تجتمع (٣) الكلمة على أمير واحد. وهذا المدح قد ذكرناه [فيما تقدم، وسنورده في حديث أبي بكرة الثقفي أن رسول الله صعد المنبر يومًا وجلس الحسن بن علي إلى جانبه، فجعل ينظر إلى الناس مرة وإليه أخرى ثم قال: "أيها الناس إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" رواه البخاري (٤).

[بعونه تعالى وتوفيقه تم الجزء السابع من كتاب البداية والنهاية، ويليه الجزء الثامن وأوله: ثم دخلت سنة إحدى وأربعين من الهجرة النبوية … والحمد لله رب العالمين].


(١) الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٥/ ٢٢١) وأبو داود في سننه (٤٦٤٦) في السنة، والترمذي في جامعه (٢٢٢٦) في الفتن، وغيرهم وهو أيضًا في صحيح ابن حبان (٦٦٥٧) الإحسان، وهو حديث حسن.
(٢) في أ: الباقية الفائقة.
(٣) في أ: لأجل اجتماع الكلمة على أمير واحد وحقن دماء المسلمين.
(٤) صحيح البخاري (٢٧٥٤) في الصلح، و (٣٦٢٩) في المناقب، و (٣٧٤٦) في فضائل الصحابة، و (٧١٠٩) في الفتن.