للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغِفَاري، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله قال: "أولُ مَنْ يدخلُ مِنْ هذا الباب رجلٌ منْ أهلِ الجنَّة" فدخل سعد بن أبي وقّاص (١).

وقال أبو يعلى: حدّثنا محمد بن المثنى [حَدَّثَنَا عبد اللّه] (٢) بن قيس الرَّقاشي الخرّاز بصري، حدّثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: كنّا جلوسًا عند رسول اللّه فقال: "يدخلُ عليكم مِنْ هذا الباب رجلٌ من أهل الجنَّة"، قال: فليس منا أحد إلا وهو يتمنَّى أن يكون من أهل بيته، فإذا سعدُ بن أبي وقّاص قد طلَع (٣).

وقال حَرْملة: عن ابن وَهْب، أخبرني حَيْوة، أخبرني عقيل، عن ابن شِهاب، حدّثني مَنْ لا أتَّهم، عن أنس بن مالك قال: بينا نحن جلوسٌ عند رسول اللّه فقال: "يطلُعُ الآنَ عليكُم رجلٌ من أهل الجنَّة" فاطَّلع سعد بن أبي وقّاص، حتى إذا كان الغد قال: رسول اللّه مثل ذلك، قال: فاطَّلع سعد بن أبي وقّاص على ترتيبه الأول. حتى إذا كان الغد قال رسول اللّه مثل ذلك، قال: فطلَع على ترتيبه الأول. فلمّا قام رسول اللّه ثار عبد اللّه بن عمرو بن العاص [إلى سعد] (٤) فقال: إني غاضبتُ أبي فأقسمتُ ألَّا أدخلَ عليه ثلاث ليال، فإن رأيتَ أن تُؤويني إليكَ حتى تنحلَّ يميني فعلت. قال أنس: فزعم عبد اللّه بن عمرو أنه بات معه ليلة حتى إذا كان مع الفجر فلم يقم تلك الليلة شيئًا، غير أنه كان إذا انقلبَ على فراشه ذكر الله وكبَّره حتى يقوم مع الفجر، فإذا صلَّى المكتوبة أسبغ الوضوء وأتمَّه ثم يصبح مفطرًا. قال عبد اللّه بن عمرو: فرمقتُه ثلاث ليال وأيامَهُنَّ لا يزيد على ذلك، غير أني لم أسمعه يقول إلَّا خيرًا، فلمّا مضت الليالي الثلاث وكدتُ أحتقر عمله، قلتُ: إنه لم يكن بيني وبين أبي غضبٌ ولا هجر، ولكني سمعتُ رسول الله قبل ذلك يقول ثلاث مرات في ثلاثة مجالس: "يطلُع عليكم رجلٌ من أهلِ الجنَة" فاطَّلعتَ أنت، فأردتُ أن آوي إليك حتى أنظرَ ما عملك فأَقتدي بكَ لأنال ما نلتَ، فلم أرَ لك كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول اللّه ؟ فقال: ما هو إلّا ما رأيتَ. قال: فانصرفتُ، فدعاني حين ولَّيت، فقال: ما هو إلَّا ما رأيتَ غيرَ أني لا أجد في نفسي سوءًا لأحد من المسلمين، ولا أنوي له شرًّا، ولا أقوله. قال: قلت: هذه التي بلغتْ بك وهي التي لا أُطيق (٥).


(١) رواه أحمد (٢/ ٢٢٢) وإسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد، وبشارة سعد بن أبي وقاص بالجنة ثابتة في أحاديث صحيحة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
(٢) سقط من (أ) و (ب).
(٣) قال العقيلي في الضعفاء: عبد الله بن قيس الرقاشي، عن أيوب حديثه غير محفوظ، ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به. ثم أورد حديثه هذا …
(٤) من (أ) فقط.
(٥) وإسناده ضعيف، وهو في مسند أحمد (٣/ ١٦٦) من حديث أنس أيضًا، وفيه أن الرجل من الأنصار وسعد ليس أنصاريًّا، بل هو قرشيّ، والحديث صحيح في مسند أحمد، وهو بمعناه.