للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو أول من لبس الخَزَّ بالبصرة. وهو أول من اتخذ الحِيَاض بعرفة وأجرى إليها الماء المَعين (١).

ولم يزل على البصرة حتى قتل عثمان، فأخذ أموال بيت المال وتلقّى بها طلحة والزبير وحضر معهم الجمل، ثم سار إلى دمشق. ولم يُسمع له بذكر في صفِّين، ولكن ولّاه معاوية البصرة بعد. وتوفي في هذه السنة [بأرضه بعرفات] (٢) وأوصى إلى عبد اللَّه بن الزبير.

له حديث واحد، وليس له في الكتب شيء. روى مصعب الزُّبيري، عن أبيه، عن جدِّه، عن حنظلة بن قيس، عن عبد اللَّه بن الزبير وعبد اللَّه بن عامر: أنَّ رسول اللَّه قال: "مَنْ قُتِلَ دونَ مالِهِ فهو شَهيد" (٣).

وقد زوَّجه معاوية بابنته هند، وكانت جميلة، فكانت تلي خدمته بنفسها من محبتها له، فنظر يومًا في المرآة فرأى صَباحة وجهها وشيبة في لحيته، فطلَّقها، وبعث إلى أبيها أن يزوِّجها بشاب كأن وجهه ورقة مصحف.

توفي في هذه السنة. وقيل: بعدها بسنة.

عبدُ الرحمن بنُ أبي بكر الصدِّيق (٤): وهو أكبر ولد أبي بكر، قاله الزبير بن بكّار. قال: وكانت فيه دُعَابة، وأمُّه أمُّ رومان، وأمُّ عائشة، فهو شقيقها.

بارز يوم بدر وأُحُد مع المشركين [وأراد قتل أبيه أبي بكر] (٥) فتقدَّم إليه أبوه أبو بكر، فقال له رسول اللَّه : "أَمْتِعْنا بنفسِك" (٦). ثم أسلم عبد الرحمن بعد ذلك في الهُدْنة، وهاجر قبل الفتح، ورزقه رسول اللَّه من خيبر كل سنة أربعين وَسْقًا، وكان من سادات المسلمين.

وهو الذي دخل على رسول اللَّه يوم مات وعائشةُ مسندتُه إلى صدرها، ومع عبد الرحمن سِواكٌ


(١) الأوائل لابن قتيبة (ص ٣٧).
(٢) ليس في ب.
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ٦٣٩) وإسناده ضعيف، ولكن في الباب ما يقويه. نسب قريش (ص ١٤٨) وسير أعلام النبلاء (٣/ ١٨).
(٤) طبقات خليفة (١٨، ١٨٩) تاريخ خليفة (٢١٩) مسند أحمد (١/ ١٩٧) تاريخ البخاري الكبير (٥/ ٢٤٢) ثقات العجلي (٢٨٨) المعارف (١٧٤) المعرفة والتاريخ (١/ ٢٨٥) الجرح والتعديل (٥/ ٢٤٧) مشاهير علماء الأمصار (ت ٤٥) مستدرك الحاكم (٣/ ٤٧٣) الاستيعاب (٢/ ٨٢٤) أسد الغابة (٣/ ٤٦٦) مختصر تاريخ دمشق (١٤/ ٢٧٩) تهذيب الكمال (ورقة ٧٧٨) تاريخ الإسلام (٢/ ٣٠٣) العبر (١/ ٥٨) الكاشف (٢/ ١٤٠) سير أعلام النبلاء (٢/ ٤٧١) الإصابة (٦/ ٢٩٥) تهذيب التهذيب (٦/ ١٤٦) خلاصة الخزرجي (٢٢٤) شذرات الذهب (١/ ٢٥١).
(٥) ما بين حاصرتين سقط من ب.
(٦) أخرجه الواقدي في مغازيه (١/ ٢٥٦ - ٢٥٧) ومن طريقه الحاكم في المستدرك (٣/ ٤٧٤)، والبيهقي في السنن (٨/ ١٨٦).