للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه الخطيب البغدادي (١) بإسناد مجهول، عن أبي الزُّبَير، عن جابر مرفوعًا: "إذا رأيتُم معاويةَ يخطُب على مِنْبري فاقبَلوه (٢)، فإنَّه أمينٌ مأمون".

وقال أبو زرعة الدمشقي: عن دحيم، عن الوليد، عن الأوزاعي قال: أدركتْ خلافة معاوية عدَّة من الصحابة منهم: أسامة، وسعد، وجابر، وابن عمر، وزيد بن ثابت [ومسلمة (٣) بن مخلَّد، وأبو سعيد، ورافع بن خديج، وأبو أمامة] (٤) وأنس بن مالك، ورجال أكثر ممَّن سمَّينا بأضعاف مضاعفة، كانوا مصابيح الهدى، وأوعية العلم، حضروا من الكتاب تنزيلَه (٥)، وأخذوا عن رسول اللَّه تأويلَه. ومن التابعين لهم بإحسان ما شاء اللَّه، منهم: المِسْور بن مَخْرمة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وسعيد بن المسيِّب [وعروة بن الزُّبَير] (٦) وعبد اللَّه بن مُحَيريز. . . في أشباه لهم، لم ينزعوا يدًا من جماعة في أُمَّة محمد .

وقال أبو زرعة: عن دُحيم، عن الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز قال: لمَّا قُتل عثمان لم يكن للناس غازية تغزو، حتى كان عام الجماعة، فأغزا معاوية أرض الروم ست عشرة غزوة، تذهب سريَّة في الصيف وتشتو بأرض الروم، ثم تقفُل وتعقُبها الأخرى. وكان في جملة من أغزى ابنُه يزيد ومعه خلقٌ من الصحابة، فجاز بهم الخليج، وقاتلوا أهل القُسْطنطينية على بابها، ثم قفل بهم راجعًا إلى الشام (٧). وكان آخر ما أوصى به معاوية أن قال: شُدَّ خناق الروم.

وقال ابن وهب: عن يونس، عن الزُّهري قال: حجَّ معاوية بالناس في أيام خلافته مرَّتين، وكانت أيامه عشرين سنة إلّا شهرًا.

وقال أبو بكر بن عياش: حجَّ بالناس معاوية سنة أربع وأربعين، وسنة خمسين.

وقال غيره: سنة إحدى وخمسين. فاللَّه أعلم.

وقال الليث بن سعد: حدَّثنا بُكير، عن بُسْر (٨) بن سعيد: أن سعد بن أبي وقّاص قال: ما رأيت أحدًا بعد عثمان أقضى بحقٍّ من صاحب هذا الباب - يعني معاوية.


(١) في تاريخه (١/ ٢٥٩).
(٢) تحرفت في أ، ط إلى: فاقتلوه.
(٣) تحرف في المطبوع إلى: سلمة.
(٤) ما بين حاصرتين سقط من أ.
(٥) في أ، ط بعد هذا: ومن الدين جديده، وعرفوا من الإسلام ما لم يعرفه غيرهم. وما أثبتناه من ب وهو مطابق لما في تاريخ أبي زرعة الدمشقي (١/ ١٨٩ - ١٩٠).
(٦) سقط من المطبوع.
(٧) تاريخ أبي زرعة الدمشقي (١/ ١٨٨).
(٨) تحرفت هذه اللفظة في ط إلى: بشر وفي أ إلى: يزيد. والخبر في السير (٣/ ١٥٠).