للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قال: ثم أمر عمر بن سعد أن يُوطأ الحسين بالخيل، ولا يصح ذلك، واللَّه أعلم.

وقُتل من أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانون رجلًا] (١).

وروي عن محمد بن الحنفيَّة أنه قال: قُتل مع الحسين سبعةَ عشرَ رجلًا كلُّهم من أولاد فاطمة.

وعن الحسن البصري أنه قال: قُتل مع الحسين ستةَ عشرَ رجلًا كلُّهم من أهل بيته، ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبه.

وقال غيره: قُتل معه من ولده وإخوته وأهل بيته ثلاثةٌ وعشرون رجلًا، فمن أولاد علي : جعفر، والحسين، والعباس، ومحمد، وعثمان، وأبو بكر. ومن أولاد الحسين: علي الأكبر، وعبد اللَّه. ومن أولاد أخيه الحسن ثلاثة: عبد اللَّه، والقاسم، وأبو بكر بنو الحسن بن علي بن أبي طالب. ومن أولاد عبد اللَّه بن جعفر اثنان: عون، ومحمد. ومن أولاد عَقيل: جعفر، وعبد اللَّه، وعبد الرحمن، ومسلم قُتل قبل ذلك كما قدمنا، فهؤلاء أربعة لصُلبه، واثنان آخران هما: عبد اللَّه بن مسلم بن عَقيل، ومحمد بن أبي سعيد بن عَقيل، فكملوا ستة من ولد عَقيل، وفيهم يقول الشاعر (٢):

واندُبي تسعةً لصُلبِ عليٍّ … قد أُصِيبُوا وستَّةً لعَقِيل

وسميّ النبيِّ غُودِرَ فيهم … قد عَلَوْهُ بصَارمٍ مَصْقول

وممن قُتل مع الحسين بكربلاء أخوه من الرَّضاعة عبد اللَّه بن بُقْطُر، وقد قيل: إنه قُتل قبل ذلك، حيث بعث معه كتابًا إلى أهل الكوفة، فحُمل إلى ابن زياد فقتله.

وقُتل من أهل الكوفة من أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانون رجلًا سوى الجرحى، فصلَّى عليهم عمر بن سعد ودفنهم.

ويقال: إنَّ عمر بن سعد أمر عشرة فرسان فداسوا الحسين بحوافر خيولهم حتى ألصقوه بالأرض يوم المعركة، وأمر برأسه أن يُحمل من يومه إلى ابن زياد مع خَولي بن يزيد الأصبحي، فلمّا انتهى به إلى القصر وجده مغلقًا، فرجع به إلى منزله فوضعه تحت إجّانة (٣)، وقال لامرأته نَوار بنت مالك: جئتك بعزِّ الدهر، فقالت: وما هو؟ فقال: برأس الحسين، فقالت: جاء الناس بالذهب والفضة وجئتَ أنت برأس ابن بنت رسول اللَّه ؟! واللَّه لا يجمعني وإياك فراشٌ أبدًا، ثم نهضتْ عنه من الفراش، واستدعى بامرأة له أخرى من بني أسد، فنامت عنده. قالت المرأة الثانية الأسديَّة: واللَّه ما زلتُ أرى النور ساطعًا


(١) ما بين حاصرتين سقط من ب.
(٢) هو مسلم بن قتيبة مولى بني هاشم، كما في مروج الذهب (٣/ ٧١ - ٧٣).
(٣) "الإجانة": المِرْكن الذي تغسل فيه الثياب.