للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسجد، فقال جابر بن عبد اللَّه: "من أحبَّ أنْ ينظرَ إلى سيِّد شَبابِ أهلِ الجنَّة فلْينظُرْ إلى هذا". سمعتُه من رسول اللَّه . تفرد به أحمد (١).

وروى الترمذي والنسائي، من حديث إسرائيل، عن مَيْسرة بن حَبيب، عن المِنْهال بن عمرو، عن زز بن حُبَيْش، عن حُذيفة: أن أمَّه بعثته ليستغفر له رسول اللَّه ولها، قال: فأتيتُه فصلَّيت معه المغرب، ثم صلَّى حتى صلَّى العشاء، ثم انفتل، فتبعتُه، فسمع صوتي، فقال: مَنْ هذا حُذيفة؟ قلت نعم، قال: ما حاجتُك غفرَ اللَّهُ لك ولأمِّك؟ إنَّ هذا ملَكٌ لم يَنْزل إلى الأرض قبل هذه الليلة، استأذن ربَّه أنْ يسلِّم عليَّ ويبشرَني بأن فاطمةَ سيدةُ نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيِّدا شبابِ أهلِ الجنة". ثم قال الترمذي (٢): هذا حديث حسن غريب، ولا يعرف إلَّا من حديث إسرائيل.

وقد روي مثل هذا من حديث علي بن أبي طالب، ومن حديث الحسين نفسه، وعمر، وابنه عبد اللَّه، وابن عباس، وابن مسعود، وغيرهم. وفي أسانيده كلِّها ضعف، واللَّه أعلم.

وقال أبو داود الطيالسي: حدَّثنا موسى بن مُطَير (٣)، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللَّه يقول في الحسن والحسين: "مَنْ أَحبَّني فَلْيحبَّ هذَيْن" (٤).

وقال الإمام أحمد: حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا إسماعيل -يعني ابن جعفر- أخبرني محمد -يعني ابن [أبي] (٥) حرملة- عن عطاء: أن رجلًا أخبره أنه رأى النبي يضمُّ إليه حسنًا وحسينًا ويقول: "اللهمَّ: إنِّي أُحِبُّهُما فأحِبَّهُما" (٦).

وقد روي عن أسامةَ بن زيد وسلمان الفارسي شيء يشبه هذا، وفيه ضعف وسقم، واللَّه أعلم.

وقد قال الإمام أحمد: حدَّثنا أسود بن عامر، حدّثنا كامل، وأبو المنذر أخبرنا كامل، قال أسود: أخبرنا المَعْنيُّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: "كنّا نصلِّي مع رسول اللَّه العشاء، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما أخذًا رفيقًا فيضعهما على الأرض، فإذا عاد عادا، حتى قضى صلاتَه أقعدهما على فخذيه. قال: فقمتُ إليه فقلت: يا رسول اللَّه أردُّهما؟ فبرقتْ برقةٌ، فقال لهما: الحقا بأمِّكما. قال: فمكث ضوءُها حتى دخلا" (٧).


(١) رواه أحمد في فضائل الصحابة (٢/ ٧٧٥).
(٢) في المناقب برقم (٣٧٨١) ورواه النسائي في الكبرى (٨٣٦٥) وهو حديث حسن كما قال الإمام الترمذي.
(٣) تحرف في الأصول إلى: عطية. وموسى بن مطير واهٍ، كما قال الذهبي في ميزانه (٤/ ٢٢٣).
(٤) أخرجه الطيالسي في مسنده برقم (٢٥٠٢).
(٥) سقطت من الأصول. وترجمته في تهذيب التهذيب (٩/ ١١٠) وغيره.
(٦) مسند أحمد (٥/ ٣٦٩) وهو حديث صحيح.
(٧) مسند أحمد (٢/ ٥١٣) وإسناده حسن.