للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الحافظ أبو يعلى: حدّثنا زهير بن حرب، حدّثنا الفضل بن دُكين، حدّثنا كامل أبو العلاء، سمعت أبا صالح، سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه : "تعوَّذُوا باللَّهِ من سنةِ سَبْعين، ومن إمارَةِ الصِّبْيان" (١).

وروى الزبير بن بكار، عن عبد الرحمن بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل: أنه قال في يزيد بن معاوية:

لستَ منَّا وليسَ خالُكَ منّا … يا مُضِيعَ الصَّلاةِ للشَّهَواتِ (٢)

قال: وزعم بعض الناس أن هذا الشعر لموسى بن يسار، ويعرف بموسى شهوات.

وروي عن عبد اللَّه بن الزبير: أنه سمع جارية له تغني بهذا البيت، فضربها وقال: قولي:

أنتَ منَّا وليسَ خالُكَ منّا … يا مُضِيعَ الصَّلاةِ للشَّهَواتِ

وقال الحافظ أبو يعلى: حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا يحيى بن حمزة، عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن أبي عبيدة: أن رسول اللَّه قال: "لا يزال أمرُ أمَّتي قائمًا بالقسط حتى يثلِمَه رجل من بني أميَّة يقال له: يزيد". وهذا منقطع بين مكحول وأبي عبيدة، بل معضل.

وقد رواه ابن عساكر من طريق صَدَقة بن عبد اللَّه الدمشقي، عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن أبي ثعلبة الخُشني، عن أبي عبيدة، عن رسول اللَّه قال: "لا يزالُ أمرُ هذه الأمَّة قائمًا بالقسط حتى يكون أول من يثلِمُه رجل من بني أميَّة يقال له: يزيد". ثم قال: وهو منقطع أيضًا بين مكحول وأبي ثعلبة.

وقال أبو يعلى: حدّثنا عثمان بن أبي شَيبة، حدّثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن عوف، عن خالد بن أبي المهاجر، عن أبي العالية قال: كنّا مع أبي ذرٍّ بالشام، فقال أبو ذرّ: سمعت رسول اللَّه يقول: "أولُ من يغيِّر سنَتي رجلٌ من بني أميَّة".

ورواه ابن خزيمة، عن بُنْدار، عن عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن عوف: حدّثنا مهاجر بن أبي مخلد، حدَّثني أبو العالية، حدّثني أبو مسلم، عن أبي ذرّ. . فذكر نحوه. وفيه قصة وهي: أن أبا ذرٍّ كان في غزاة عليهم يزيدُ بن أبي سفيان، فاغتصب يزيدُ من رجل جارية، فاستعان الرجل بأبىِ ذرٍّ على يزيد أن يردَّها عليه، فأمره أبو ذرٍّ أن يردَّها عليه، فتلكَّأ، فذكر أبو ذرٍّ له الحديث، فردَّها، وقال يزيد لأبي ذرّ: نشدتك باللَّه أهو أنا؟ قال: لا.


(١) ورواه أحمد في المسند (٢/ ٣٢٦) وإسناده ضعيف.
(٢) البيت مع بيت آخر في الأخبار الطوال (ص ٢٦٥).