للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الملك بن عمير وفي لفظ لهما: "من أمن رجلًا على دم فقتله فأنا بريء من القاتل، وإن كان المقتول كافرًا". وفي سند هذا الحديث اختلاف (١).

وقد قيل لعبد اللَّه بن عمر (٢): إن المختار يزعم أن الوحي يأتيه، فقال صدق، قال تعالى: ﴿وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ﴾ [الأنعام: ١٢١].

وروى ابن أبي حاتم (٣)، عن عكرمة قال: قدمت على المختار فأكرمني وأنزلني [عنده، وكان يتعاهد مبيتي باللّيل قال فقال لي: اخرج فحدَّث الناس، قال: فخرجت فجاء رجل فقال: ما تقول في الوحي؟ فقلت: الوحي وحيان قال اللَّه تعالى: ﴿بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ﴾ [يوسف: ٣]، وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾ [الأنعام: ١١٢] قال فهمُّوا أن يأخذوني فقلت: ما لكم وذاك! إني مفتيكم وضيفكم. فتركوني، وإنما أراد عكرمة أن يعرِّض بالمختار وكذبه في ادعائه أن الوحي ينزل عليه.

[وروى الطبراني (٤) من طريق أنيسة بنت زيد بن الأرقم: أن أباها دخل على المختار بن أبي عبيد فقال له: يا أبا عامر لو سبقت رأيت (٥) جبريل وميكائيل، فقال له زيد: حفرت ونفرت (٦)، أنت أهون على اللَّه من ذلك، كذاب مفترٍ على اللَّه ورسوله] (٧).

وقال الإمام أحمد (٨): حدَّثنا إسحاق بن يوسف، حدَّثنا عوف عن أبي الصدِّيق الناجي: أن الحجاج ابن يوسف دخل على أسماء بنت أبي بكر الصديق، بعد ما قتل ابنها عبد اللَّه بن الزبير فقال: إن ابنك ألحد في هذا البيت، وإن اللَّه أذاقه من عذاب أليم، وفعل به وفعل (٩)، فقالت (١٠): كذبت، كان برًا


(١) لم أقف عليه بهذا اللفظ في السنن، إنما أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (٢٠٣)، والطبراني في الصغير (٥٨٤)، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٢٤) بهذا اللفظ الذي ذكره المصنف.
أما قول المصنف "وفي سند هذا الحديث اختلاف" فكأنه يشير إلى اختلاف الرواة في تسمية الفتياني الراوي عن عمرو بن الحمق، فقد جاء في رواية أنه عامر بن شداد، وفي رواية أخرى أنه رفاعة بن شداد، وهو الصواب، وبكل حال فالحديث صحيح (بشار).
(٢) الخبر في تفسير ابن كثير (٣/ ٩١) الآية ١٢١ من سورة الأنعام.
(٣) الخبر في تفسير ابن كثير (٣/ ٨٤ - ٨٥) الآية ١١٢ من سورة الأنعام.
(٤) المعجم الكبير (٥/ ٢١٢) رقم (٥١٢٧).
(٥) في ط: شفت رأي؛ وما أثبت عن ب والطبراني.
(٦) في ط، أ: خسرت وتعست؛ وما أثبت عن ب والطبراني.
(٧) ما بين معكوفين ساقط من أ وحدها.
(٨) مسند الإمام أحمد (٦/ ٣٥١) من حديث أسماء بنت أبي بكر وهو حديث صحيح.
(٩) في ط: "وفعل به ما فعل"، وما أثبتناه من م ومسند أحمد.
(١٠) في ط: "فقالت له"، وما أثبتناه من م ومسند أحمد.