للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من بيت نبوة، ولما اجتمع الناس على بيعة عبد الملك قال ابن عمر لابن الحنفية: ما بقي شيء فبايع، فكتب بيعته إلى عبد الملك ووفد عليه بعد ذلك.

توفي ابن الحنفية في المحرم بالمدينة وعمره خمس وستون سنة، وكان له من الولد عبد الله وحمزة وعلي وجعفر الأكبر والحسن وإبراهيم والقاسم وعبد الرحمن وجعفر الأصغر وعون ورُقية، وكلهم لأمهات شتى] (١).

وقال الزبير بن بكار: كانت شيعته تزعم أنه لم يمت وفيه يقول السيد (٢):

ألا قلْ للوصيِّ فدتْكَ نفسي … أطلتَ بذلكَ الجبلِ المُقاما

أضرَّ بمعشير والَوكَ منّا … وسمَّوك الخليفَةَ والإماما

وعادوا فيكَ أَهلَ الأرضِ طرًّا … مُقامكَ عَنْهمُ ستينَ عاما (٣)

وما ذاقَ ابنُ خولةَ طعمَ موتٍ … ولا وارتْ لهُ أرضٌ عظاما

لقدْ أمسى بمورقِ شعبِ رضوى … تراجعُهُ الملائكةُ الكلاما

وإنَّ لهَ بهِ لمقيلَ صدقٍ … وأنديةً تحدِّثُهُ كراما

هدانا الله إذ حزتم (٤) لأمْرٍ … بهِ وعليهِ يلتمسُ التَّماما

تمامَ مودَّةِ (٥) المهديّ حتى … تروا راياتِنا (٦) تَتْرى نِظامًا (٧)

وقد ذهب طائفة من الرافضة إلى إمامته وأنه ينتظر خروجه في آخر الزمان، كما ينتظر طائفة أخرى منهم محمد بن الحسن العسكري (٨)، الذي يخرج في زعمهم من سرداب سامراء، وهذا من خرافاتهم وهذيانهم وجهلهم وضلالهم وبهتانهم (٩)، وسنزيد ذلك وضوحًا في موضعه إن شاء الله، والله أعلم.


(١) ما بين معكوفين زيادة من ط، وكل هذه الأخبار توافق ما ورد في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ - ١٠٠/ ص ١٨٨ - ١٩٠) مع بعض الاختصار وحذف الأسانيد، وأسماء أولاد لابن الزبير في الطبقات (٥/ ٩٢) وزاد: عبد الله الأصغر، وعبد الله بن محمد غير عبد الله أبي هاشم وأمه أم ولد هو ورقية.
(٢) هو السيد الحميري، واسمه إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة الحميري، شاعر مشهور، كان ممن يعتقد بابن الحنفية.
(٣) في نسب قريش (٤٢) والأغاني (٩/ ١٥): عشرين. وفي مروج الذهب مغيبك عنهم سبعين عامًا.
(٤) في ط: ادخرتم، وفي نسب قريش: جرتم.
(٥) في ط: ثورة: وما أثبت موافق لتاريخ دمشق (٢٤/ ٣٢٢) المصادر.
(٦) في ط: راياته. وما أثبت يوافق المصادر.
(٧) الأبيات في نسب قريش (٤٢) وتاريخ دمشق (٥٤/ ٣٢٢) والأغاني (٩/ ١٤) وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ - ١٠٠/ ص ١٨٣) والوافي بالوفيات (٤/ ١٠٠).
(٨) في الأصل: الحسن بن محمد العسكري، وهو خطأ.
(٩) في ط: وترهاتهم.