للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكلمات تشتمل على مكارم الأخلاق ومحاسن الشّيم، ومعالي الهمم (١)، وجعل الأمر من بعده لولده يزيد بن المهلب على إمرة خراسان فأمضى له ذلك الحجاج وعبد الملك بن مروان.

وفي جمادى الآخرة منها عزل أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان عن إمرة المدينة أبان بن عثمان، وولى عليها هشام بن إسماعيل المخزومي، وكانت ولاية أبان على المدينة سبع سنين وثلاثة أشهر وثلاثة عشر يومًا، وكان على إمرة بلاد المشرق بكماله الحجاج بن يوسف، والنواب في الأقاليم من تحت يده، وهو مشغول عن تدبير الممالك بحرب ابن الأشعث في هذه المدة كلها.

قال أبو معشر: وحج بالناس في هذه السنة أبان بن عثمان الذي كان نائب المدينة (٢).

أسماء بن خارجة الفزاري الكوفي (٣)، وكان جوادًا ممدحًا، حكى أنه رأى يومًا شابًا على باب داره جالسًا فسأله عن قعوده على بابه فقال: حاجة لا أستطيع ذكرها، فألح عليه فقال: جارية رأيتها دخلت هذه الدار لم أر أحسن منها وقد خطفت قلبي معها، فأخذ بيده وأدخله داره وعرض عليه كل جارية عنده حتى مرت تلك الجارية فقال: هذه، فقال له: اخرج فاجلس على الباب مكانك، فخرج الشاب فجلس مكانه، ثم خرج إليه بعد ساعة والجارية معه قد ألبسها أنواع الحليِّ، وقال له: ما منعني أن أدفعها إليك وأنت داخل الدار إلا أن الجارية كانت لأختي، وكانت ضنينة بها، فاشتريتها لك منها بثلاثة آلاف، وألبستها هذا الحليّ، فهي لك بما عليها، فأخذها الشاب وانصرف.

المغيرة بن المهلَّب (٤) بن أبي صفرة، كان جوادًا ممدحًا شجاعًا، له مواقف مشهورة.

الحارت بن عبد الله (٥) بن ربيعة المخزومي المعروف بقُباع، ولي إمرة البصرة لابن الزبير.

محمد بن أسامة بن زيد بن حارثة (٦) كان من فضلاء أبناء الصحابة وأعقلهم، توفي بالمدينة ودفن بالبقيع.


(١) من قوله: وقد أوصى … إلى هنا زيادة من ب، ونص الوصية في تاريخ الطبري (٦/ ٣٥٤).
(٢) من قوله: وفي جمادى الآخرة … إلى هنا ساقط من ب، ط والخبر في الطبري (٦/ ٣٥٥ - ٣٥٦).
(٣) ترجمة - أسماء بن خارجة - في تاريخ خليفة (٢٦٤) والأخبار الطوال (٢٣٦) وأنساب الأشراف (١/ ٢٥٤) والشعر والشعراء (٧٠٢) وتاريخ دمشق (٩/ ٥١ - ٦٢) وتهذيبه (٣/ ٤٤) وتاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة ٦١ - ٨٠/ ص ٧٢) وسير أعلام النبلاء (٣/ ٥٣٥) والإصابة (١/ ١٠٤) والوافي بالوفيات (٩/ ٥٩).
وتجمع المصادر على أنه توفي سنة ست وستين، وترجمته هنا لا شك مقحمة وهي ليست في أ و ب ولأن المؤلف لم يذكر وفيات سنة ست وستين آثرنا إبقاءها.
(٤) ترجمة - المغيرة بن المهلّب - في تاريخ الطبري (٦/ ٣٥٠ - ٣٥٢) وابن الأثير (٤/ ٤٧٢ - ٤٧٣).
(٥) ترجمة - الحارث بن عبد الله - في طبقات ابن سعد (٥/ ٢٨) وطبقات خليفة (٥٤) والأخبار الطوال (٢٦٣) وأنساب الأشراف (١/ ٨١) وأسد الغاية (١/ ٣٢٨) وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ - ١٠٠/ ص ٤٨) وسير أعلام النبلاء (٤/ ١٨١) والإصابة (١/ ٣٨٧).
(٦) ترجمة - محمد بن أسامة - في طبقات ابن سعد (٥/ ٢٤٦) وتاريخ البخاري (١/ ١٩) وطبقات خليفة (٢٣٠) وأنساب الأشراف (١/ ٤٧٠) وتهذيب الكمال (٢٤/ ٣٩٣) وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ - ١٠٠/ ص ١٧٩) =