للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلاد الترك، ودخلوا إلى ما وراء النهر وأوائل بلاد المغرب، وأوائل بلاد الهند. فكان سوق الجهاد قائمًا في القرن الأول من بعد الهجرة إلى انقضاء دولة بني أمية وفي أثناء خلافة بني العباس مثل أيام المنصور وأولاده، والرشيد وأولاده، في بلاد الروم والترك والهند. وقد فتح محمود سُبكتكين وولده في أيام ملكهم بلادًا كثيرة من بلاد الهند، ولما دخل طائفة ممن هرب من بني أمية إلى بلاد المغرب وتملكوها أقاموا سوق الجهاد في الفرنج بها. ثم لما بطل الجهاد من هذه المواضع رجع العدو إليها فأخذ منها بلادًا كثيرة، وضعف الإسلام فيها، ثم لما استولت دولة الفاطميين على الديار المصرية والشامية، وضعف الإسلام وقلّ ناصروه، وجاء الفرنج فأخذوا غالب بلاد الشام حتى أخذوا بيت المقدس وغيره من البلاد الشامية، فأقام الله سبحانه بني أيوب مع نور الدين، فاستلبوها من أيديهم وطردوهم عنه، فلله الحمد والمنة، وسيأتي ذلك كله في مواضعه إن شاء الله تعالى (١).

وفيها عزل الوليد عمر بن عبد العزيز عن إمرة المدينة، وكان سبب ذلك، أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى الوليد يخبره عن أهل العراق أنهم في ضيم وضيق مع الحجاج من ظلمه وغشمه، فسمع بذلك الحجاج فكتب إلى الوليد: إن عمر ضعيف عن إمرة المدينة ومكة، وهذا وهن وضعف في الولايه (٢)، فاجعل على الحرمين من يضبط أمرهما. فولِّ على المدينة عثمان بن حيان، وعلى مكة خالد بن عبد الله القسري، ففعل.

فخرج عمر بن عبد العزيز من المدينة في شوال فنزل السويداء، وقدم عثمان بن حيان المدينة لليلتين بقيتا من شوال من هذه السنة.

وحجَّ بالناس فيها عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك.

وممن توفي في هذه السنة من الأعيان:

أنس بن مالك (٣) بن النَّضْر بن زيد بن حَرام بن جُندَب بن عامر بن غَنْم بن عديّ بن


(١) إلى هنا تنتهي الزيادة من ط.
(٢) العبارة في ب: إن جماعة من أهل السن في العراق قد لجأوا إلى المدينة ومكة. وفي الطبري (٦/ ٤٨٢): إن مَنْ قبلي من مُرّاق أهل العراق وأهل الشقاق قد جلوا عن العراق ولجؤوا إلى المدينة ومكة، وإن ذلك وهن. فكتب الوليد إلى الحجاج: أن أشر عليّ برجلين ..
(٣) ترجمة - أنس بن مالك - في طبقات ابن سعد (٧/ ١٧ - ٢٦) وتاريخ خليفة (٩٩ و ١٠٧ و ١٢٣) وطبقاته (٩١ و ١٨٦) ومعرفة الرجال (١/ ١٦٧ - ١٦٨) والمعرفة والتاريخ (١/ ٥٠٦ - ٥٠٨) والاستيعاب (١/ ١٠٨) وتاريخ دمشق (٩/ ٣٣٢ - ٣٨٦) وتهذيبه (٣/ ١٤٢ - ١٥٣) ومختصره (٥/ ٦٤ - ٧٦) وأسد الغابة (١/ ١٢٧ - ١٢٩) ووفيات الأعيان (١/ ٢٥٠) وتهذيب الكمال (٣/ ٣٥٣ - ٣٧٨) وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ - ١٠٠ /ص ٢٨٨ - ٢٨٩) وسير أعلام النبلاء (٣/ ٣٩٥ - ٤٠٦) والوافي بالوفيات (٩/ ٤١١ - ٤١٦) وتهذيب التهذيب (١/ ٣٧٦ - ٣٧٩) والنجوم الزاهرة (١/ ٢٢٤) وشذرات الذهب (١/ ٣٦٥).