للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الزّهري: ما رأيت قرشيًا أفضل منه (١).

وقال الواقدي: كان من أورع الناس وأعبدهم وأتقاهم لله ﷿، وكان إذا مشى لا يخطر بيده، وكان يعتم بعمامة بيضاء يرخيها من ورائه، وكان كنيته أبا الحسن، وقيل أبا محمد، وقيل أبا عبد الله (٢). وكان مع أبيه يوم قتل ابن ثلاث وعشرين سنة وهو مريض، فقال عمر بن سعد: لا تعرضوا لهذا المريض (٣). وقال محمد بن سعد: كان ثقة مأمونًا كثير الحديث عاليًا رفيعًا ورعًا، وأمه غزالة - خلف عليها بعد الحسين مولاه زُييد (٤) فولدت له عبد الله بن زُييد - وهو علي الأصغر، فأما الأكبر فقتل مع أبيه. وكذا قال غير واحد.

وقال سعيد بن المسيب وزيد بن أسلم ومالك وأبو حازم: لم يكن في أهل البيت مثله (٥).

وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: سمعت علي بن الحسين وهو أفضل هاشمي أدركته يقول: يا أيها الناس أحبونا حب الإسلام، فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارًا (٦). وفي رواية: حتى بغضتمونا إلى الناس.

وقال الأصمعي: لم يكن للحسين عقب إلا من علي بن الحسين، ولم يكن لعلي بن الحسين نسل إلا من ابن عمه الحسن، فقال له مروان بن الحكم: لو اتخذت السراري يكثر أولادك، فقال: ليس لي ما أتسرى به، فأقرضه مئة ألف فاشترى له السراري فولدت له وكثر نسله، ثم لما مرض مروان أوصى أن لا يؤخذ من علي بن الحسين شيء مما كان أقرضه، فجميع الحسينيين من نسله (٧).

وقال أبو بكر بن أبي شيبة: أصح الأسانيد كلّها: الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده (٨).

وذكروا أنه احترق البيت الذي هو فيه وهو قائم يصلي؛ فلما انصرف قالوا له: ما لك لم تنصرف؟ فقال: إني اشتغلت عن هذه النار بالنار الأخرى (٩).


(١) تاريخ دمشق (٤١/ ٣٧١) والمعرفة والتاريخ (١/ ٥٤٤) وسير أعلام النبلاء (٤/ ٣٨٩).
(٢) تاريخ دمشق (٤١/ ٣٦٢).
(٣) طبقات ابن سعد (٥/ ٢١٢ - ٢١٣) وتاريخ دمشق (٣٦٦/ ٤١).
(٤) زُييد - بياءين - هكذا ضبطها الذهبي في سير أعلام النبلاء (٤/ ٣٩٩).
(٥) تاريخ دمشق (٤١/ ٣٧٣) وسير أعلام النبلاء (٤/ ٣٨٩).
(٦) طبقات ابن سعد (٥/ ٢١٤) وحلية الأولياء (٣/ ١٣٦) ونسب قريش (٨٥) وتاريخ دمشق (٤١/ ٣٧٤) وسير أعلام النبلاء (٤/ ٣٨٩).
(٧) تاريخ دمشق (٤١/ ٣٧٤) وسير أعلام النبلاء (٤/ ٣٩٠)
(٨) تاريخ دمشق (٤١/ ٣٧٥ - ٣٧٦) وسير أعلام النبلاء (٤/ ٣٩٨).
(٩) تاريخ دمشق (٤١/ ٣٧٧) وسير أعلام النبلاء (٤/ ٣٩٢).٠