للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روى عن: عمار، وأبي هريرة، وأسماء بنت أبي بكر، وعائشة وأم سلمة وغيرهم.

وروى عنه: جماعة منهم بنوه سلمة وعبد الله وعبد الملك، وعمر، ومولاه سُمَيّ، وعامر الشعبي، وعمر بن عبد العزيز، وعمرو بن دينار، ومجاهد، والزُّهري.

ولد في خلافة عمر، وكان يقال له راهب قريش (١)، لكثرة صلاته، وكان مكفوفًا (٢)، وكان يصوم الدهر، وكان من الثقة والأمانة والفقه وصحة الرواية على جانب عظيم، وكان عبد الملك بن مروان يكرمه، ويعرف فضله، ويقول: إني أهم بالشيء أفعله باهل المدينة لسوء أثرهم عندنا فأذكر أبا بكر بن عبد الرحمن فأستحيي منه وأترك ذلك الأمر من أجله، وله مناقب كثيرة (٣).

قال أبو داود: وكان قد كف، وكان إذا سجد يضع يده في طست لعلة كان يجدها (٤). والصحيح أنه مات في هذه السنة، وقيل في التي قبلها، وقيل في التي بعدها. واللّه أعلم.

[قلت: ونظم بعض الشعراء بيتين ذكر فيهما الفقهاء السبعة فقال:

ألا كل منْ لا يقتدي بأئمةٍ … فقسمته حبرًا (٥) عنِ الحقِّ خارجهْ

فخذهم عبيدُ الله عروةُ قاسم … سعيد أبو بكر سليمانُ خارجه (٦)

وفيها توفي:

الفضيل بن زيد الرَّقاشي (٧) أحد زُهّاد أهل البصرة، وله مناقب وفضائل كثيرة جدًّا؛ قال: لا يلهينَّك الناس عن ذات نفسك، فإن الأمر يخلص إليك دونهم، ولا تقطع نهارك بكيت وكيت، فإنه محفوظ عليك ما قلت.

وقال: لم أر شيئًا أحسن طلبًا، ولا أسرع إدراكًا من حسنة حديثة لذنب قديم.

أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري (٨) كان أحد فقهاء المدينة، وكان إمامًا عالمًا، له


(١) في نسب قريش (٣٠٣): كان يسمى الراهب، وكان من سادة قريش.
(٢) نكت الهميان (١٣١).
(٣) من قوله: وكان عبد الملك … إلى هنا ساقط من ط، والخبر في الطبقات لابن سعد (٥/ ٢٠٨ - ٢٠٩) وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ - ١٠٠/ ص ٥١٤).
(٤) سير أعلام النبلاء (٤/ ٤١٧).
(٥) في الوفيات: ضيزى.
(٦) الأبيات في وفيات الأعيان (١/ ٢٨٣).
(٧) ترجمة - الفضيل بن زيد - في طبقات ابن سعد (٧/ ١٢٩) وطبقات خليفة (٢٠٠) وتاريخ البخاري (٧/ ١١٩) وتاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة ٨١ - ١٠٠/ ص ٤٥٣) وفيه قال الذهبي: توفي سنة خمس وتسعين.
(٨) ترجمة - أبي سلمة بن عبد الرحمن - في طبقات ابن سعد (٥/ ١٥٥) وتاريخ خليفة (٢٢٨) وطبقاته (٢٤٢) =