للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عصاةَ بني آدمَ دوابُّ الأرض وما شاء الله، حتى الحيات والعقارب، يقولون: مُنعنا القَطْرَ بذنوب بني آدم (١).

وقال غيره: تَسَلَّط الحشراتُ على العصاة في قبورهم، لما كان ينالُهم من الشِّدَّة بسبب ذنوبهم؛ فتلك الحشراتُ من العقارب والحيات هي السيئاتُ التي كانوا يعملونها في الدنيا ويستلذُّونها، صارَتْ عذابًا عليهم؛ نسأل الله العافية.

وقال: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ [العاديات: ٦] لكفور.

وقال الإمام أحمد (٢): حدّثنا عمر بن سليمان، حدّثني مسلم أبو عبد الله عن ليث عن مجاهد قال: منْ لم يستحي من الحلال خَفَّتْ مؤونَتُه وأرَاح نفسَه.

وقال عمرو بن زروق، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، قال: ﴿فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ﴾ [الأنبياء: ٨٧]، أن لن نعاقبَهُ بذنبه (٣).

وبهذا الإسناد قال: لم أكنْ أُحسنُ ما الزُّخْرفُ حتى سمعتُها في قراءة عبدِ الله: بيتًا من ذهب (٤).

وقالَ قتيبة بن سعيد: حدّثنا خلف بن خليفة عن ليث، عن مجاهد إن الله ﷿ ليُصلحُ بصلاح العبد ولدَه (٥).

قال: وبلغني أنَّ عيسى كان يقول: طُوبى للمؤمن! كيف يخلفه الله فيمنْ ترك بخير.

وقال الفُضيل بن عِيَاض عن عُبيد المُكْتِب، عن مجاهد، في قوله تعالى: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ﴾ [البقرة: ١٦٦] الأوصال التي كانتْ بينهم في الدنيا (٦).

وروى سفيان بن عُيينة، عن سفيان الثوري، عن ابنِ أبي نَجيح، عن مجاهد، في قوله تعالى: ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً﴾ [التوبة: ١٠] قال: الإلُّ الله ﷿ (٧).

وقال في قوله تعالى: ﴿بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [هود: ٨٦] طاعةُ الله ﷿. وفي قوله تعالى:


(١) أخرجه الطبري في تفسيره (٢٥/ ٥٤ و ٥٥) في تفسير الآية.
(٢) في الورع ص (٢١): باب ترك الكبر ولزوم العمل؛ وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد ص (٣٧٨) وأبو نعيم في الحلية (٣/ ١٤) عن ليث عن مجاهد.
(٣) أخرجه الطبري في تفسيره (١٧/ ٧٨) في تفسير الآية؛ والسيوطي في الدر المنثور.
(٤) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٨٤).
(٥) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (١/ ٢٧٤) وفيه زيادة: "وولد ولده".
(٦) ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (٨/ ٤٤١).
(٧) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٨٥)، وذكره ابن كثير في تفسيره (٢/ ٣٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>