وقال له آخر: رأيتُ كأني دَسْت، أو قال: وطئتُ تمرةً فخرجتْ منها فأرة. فقال له: تزوَّج امرأةً. أو قال: تطأُ امرأةً صالحةً تلِدُ بنتًا فاسقة. فكان كما قال. وقال له آخر: رأيتُ كأنَّ على سطح بيتي حبَّاتُ شعير، فجاء ديكْ فلقَطَها. فقال له: إنْ سُرق لك شيءٌ في هذه الأيام فأتِني. فوضعوا بساطًا على سطحهم، فسُرق؛ فجاء إليه فأخبره، فقال: اذهبْ إلى مؤذِّن محلَّتِك، فخذْهُ منه. فجاء إلى المؤذن، فأخذَ البِساطَ منه. وقال له رجل: رأيتُ الحمَامَ تلقُطُ الياسمين. فقال: مات علماءُ البصرة. وأتاه رجلٌ فقال: رأيتُ رجلًا عُرْيانًا واقفًا على مزبلة، وبيده طُنْبورٌ يضربُ به، فقال له ابنُ سيرين: لا تصلحُ هذه الرؤيا في زمانِنا هذا إلا للحسَنِ البصري. فقال: الحسَن هو واللهِ الذي رأيت. فقال: نعم، لأن المزبلةَ الدنيا، وقد جعلها تحتَ رجلَيْهِ وعُرْيُه تجرُّدُه عنها، والطُّنْبور يضرب به هي المواعظُ التي يَقْرَعُ بها آذانَ الناس. وقال له آخر: رأيتُ كأنِّي أستاكُ والدمُ يَسيل. فقال له: أنت رجلٌ تقعُ في أعراض الناس، وتأكلُ لحومَهم، وتخرج في بابه وتأتيه (كذا في الأصول ولم نقف على مصدر للخبر.). وقال له آخر: رأيتُ كأني أرى اللؤلؤ في الحَمأة. فقال له: أنت رجلٌ تضعُ القرآنَ والعلم عندَ غيرِ أهلِه ومَنْ لا ينتفعُ به. وجاءته امرأةٌ فقالتْ رأيتُ كأنَّ سِنَّوْرًا أدخل رأسَه في بطنِ زوجي فأخذَ منه قطعة. فقال لها ابن سيرين: سُرق لزوجِك ثلاثُ مئةِ درهم وستةَ عشرَ درهمًا. فقالت: صدقت، من أين أخذته؟ فقال: من هجاء حروفه، وهي حسابُ الجُمَّل؛ فالسين ستون، والنون خمسون، والواو ستة، والراء مئتان، وذلك ثلاث مئة وستة عشر، وذكرت السِّنَّور أسودَ، فقال: هو عبدٌ في جوارِكم. فالزموا عبدًا أسود كان في جوارِهم، وضُرب فأقرَّ بالمال المذكور. وقال له رجل: رأيتُ لحيتي قد طالتْ وأنا أنظرُ إليها. فقال له: أمؤذنٌ أنت؟ قال: نعم. قال له: اتق الله ولا تنظرْ إلى دُور الجيران. وقال له آخر: رأيتُ كأنَّ لحيتي قد طالتْ حتى جزَزتُها ونسجتُها كساءً وبعتُهُ في السوق. فقال له: اتقِ الله فإنَّك شاهدُ زور. وقال له آخر: رأيتُ كأني آكلُ أصابعي. فقال له: تأكلُ من عمل يدِك. وقال لرجل: انظرْ هل ترى في المسجد أحدًا؟ فذهب فنظر ثم رجع إليه فقال: ليس في المسجد أحد. فقال: أليس أمرتُك أنْ تنظرَ هل ترى أحدًا قد يكون في المسجد من الأمراء؟ وقال عن رجلٍ ذُكر له: ذلك الأسود؟ ثم قال: أستغفرُ الله، ما أراني إلا قد اغتبتُ الرجل. وكان الرجل أسود. وقال: اشترك سبعةٌ في قتل امرأة، فقتلهم عمر، فقال: لو أنَّ أهلَ صنعاء اشتركوا في قتلِها لأبَدْتُ خضراءَهم].