للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقال له رجل: رأيتُ كأني أصبُّ الزيتَ في الزيتون. فقال: فتِّشْ على امرأتك، فإنَّها أُمُّك. ففتَّشَ فإذا هي أمُّه، وذلك أنَّ الرجلَ أُخِذَ من بلادِه صغيرًا سَبِيًا، ثم مكثَ في بلاد الإسلام، إلى أن كَبِر، ثم سُبِيَتْ أمُّه، فاشتراها جاهلًا أنَّها أمُّه، فلما رأى هذه الرؤيا وذكرها لابنِ سيرين، فأمره أن يفتش على ذلك، ففتَّش فوجدَ الأمرَ على ما ذكرَه.
وقال له آخر: رأيتُ كأني دَسْت، أو قال: وطئتُ تمرةً فخرجتْ منها فأرة. فقال له: تزوَّج امرأةً. أو قال: تطأُ امرأةً صالحةً تلِدُ بنتًا فاسقة. فكان كما قال.
وقال له آخر: رأيتُ كأنَّ على سطح بيتي حبَّاتُ شعير، فجاء ديكْ فلقَطَها. فقال له: إنْ سُرق لك شيءٌ في هذه الأيام فأتِني. فوضعوا بساطًا على سطحهم، فسُرق؛ فجاء إليه فأخبره، فقال: اذهبْ إلى مؤذِّن محلَّتِك، فخذْهُ منه. فجاء إلى المؤذن، فأخذَ البِساطَ منه.
وقال له رجل: رأيتُ الحمَامَ تلقُطُ الياسمين. فقال: مات علماءُ البصرة.
وأتاه رجلٌ فقال: رأيتُ رجلًا عُرْيانًا واقفًا على مزبلة، وبيده طُنْبورٌ يضربُ به، فقال له ابنُ سيرين: لا تصلحُ هذه الرؤيا في زمانِنا هذا إلا للحسَنِ البصري. فقال: الحسَن هو واللهِ الذي رأيت. فقال: نعم، لأن المزبلةَ الدنيا، وقد جعلها تحتَ رجلَيْهِ وعُرْيُه تجرُّدُه عنها، والطُّنْبور يضرب به هي المواعظُ التي يَقْرَعُ بها آذانَ الناس.
وقال له آخر: رأيتُ كأنِّي أستاكُ والدمُ يَسيل. فقال له: أنت رجلٌ تقعُ في أعراض الناس، وتأكلُ لحومَهم، وتخرج في بابه وتأتيه (كذا في الأصول ولم نقف على مصدر للخبر.).
وقال له آخر: رأيتُ كأني أرى اللؤلؤ في الحَمأة. فقال له: أنت رجلٌ تضعُ القرآنَ والعلم عندَ غيرِ أهلِه ومَنْ لا ينتفعُ به.
وجاءته امرأةٌ فقالتْ رأيتُ كأنَّ سِنَّوْرًا أدخل رأسَه في بطنِ زوجي فأخذَ منه قطعة. فقال لها ابن سيرين: سُرق لزوجِك ثلاثُ مئةِ درهم وستةَ عشرَ درهمًا. فقالت: صدقت، من أين أخذته؟ فقال: من هجاء حروفه، وهي حسابُ الجُمَّل؛ فالسين ستون، والنون خمسون، والواو ستة، والراء مئتان، وذلك ثلاث مئة وستة عشر، وذكرت السِّنَّور أسودَ، فقال: هو عبدٌ في جوارِكم. فالزموا عبدًا أسود كان في جوارِهم، وضُرب فأقرَّ بالمال المذكور.
وقال له رجل: رأيتُ لحيتي قد طالتْ وأنا أنظرُ إليها. فقال له: أمؤذنٌ أنت؟ قال: نعم. قال له: اتق الله ولا تنظرْ إلى دُور الجيران.
وقال له آخر: رأيتُ كأنَّ لحيتي قد طالتْ حتى جزَزتُها ونسجتُها كساءً وبعتُهُ في السوق. فقال له: اتقِ الله فإنَّك شاهدُ زور.
وقال له آخر: رأيتُ كأني آكلُ أصابعي. فقال له: تأكلُ من عمل يدِك.
وقال لرجل: انظرْ هل ترى في المسجد أحدًا؟ فذهب فنظر ثم رجع إليه فقال: ليس في المسجد أحد. فقال: أليس أمرتُك أنْ تنظرَ هل ترى أحدًا قد يكون في المسجد من الأمراء؟
وقال عن رجلٍ ذُكر له: ذلك الأسود؟ ثم قال: أستغفرُ الله، ما أراني إلا قد اغتبتُ الرجل. وكان الرجل أسود.
وقال: اشترك سبعةٌ في قتل امرأة، فقتلهم عمر، فقال: لو أنَّ أهلَ صنعاء اشتركوا في قتلِها لأبَدْتُ خضراءَهم].

<<  <  ج: ص:  >  >>