للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والناقِصُ أعدَلا (١) بني مروان. والْمُراد عمر بن عبد العزيز، وهذا.

وقد قال أبو بكر بنُ أبي الدنيا: حدثني إبراهيمُ بن محمد المَرْوَزِيّ عن أبي عثمان اللَّيثي قال، قال يزيدُ بن الوليد الناقص: يا بني أمية، إياكم والغناء، فإنَّهُ يُنقِصُ الحياء، وَيزِيدُ في الشَّهْوَة، وَيهْدِمُ المروءة، وإنَّهُ لينوبُ عن الخَمْر، ويفعَلُ ما يفعَلُ الْمُسْكِر، فإنْ كنتُمْ لا بدَّ فاعلين، فجَنّبوهُ النِّسَاء، فإنَّهُ داعِيَةُ الزِّنا (٢).

وقال ابن عبد الحكيم عن الشافعي: لَما وليَ يزيدُ بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الذي يقال له الناقص دعا الناسَ إلى القَدَر، وحملَهُمْ عليه، وقَرَّبَ غَيْلان. قاله ابنُ عساكر. قال: ولعلَّه قرَّبَ أصحابَ غَيْلان، لأنَّ غيلان قتَلهُ هشامُ بنُ عبد الملك.

وقال محمد بن المبارك: آخِرُ ما تكلَّم به يزيدُ بن الوليد الناقص: واحسرتاه! واأسفاه (٣)!. وكان نقشُ خاتمه: العظمة لله.

وكانت وفاتُه بالخَضْراء من طاعونٍ أصابَه، وذلك يوم السبت لسبع مضَيْنَ من ذي الحِجَّة. وقيل: يوم الأضحى منه، وقيل: بعده بأيام، وقيل: لعشرٍ بَقِينَ منه، وقيل: في سَلْخِه، وقيل: في سَلْخِ ذي القَعْدَة من هذه السنة. وأكثرُ ما قيل في عُمره: ست وأربعون سنة، وقيل: ثلاثون سنة، وقيلَ غيرُ ذلك، فالله أعلم. وكانث مُدة ولايتِه ستةَ أشْهُر على الأشهر، وقيل: خمسة أشهر وأيام. وصلَّى عليه أخوهُ إبراهيم بن الوليد، وهو وليُّ العَهْدِ من بعدِه. .

وذكر سعيدُ بن كثير بن عُفَير أنه دُفن بين باب الجابية وبابِ الصَّغِير. وقيل: إنه دُفن ببابِ الفَرَادِيس، وكان أسمرَ نَحِيفًا، حسنَ الجِسم، حسنَ الوَجْه.

وقال علي بن محمد المديني: كان يَزِيدُ أسمرَ طويلًا صغيرَ الرأس، بوجههِ خال، وكان جميلًا، وفي فَمِهِ بعضُ السَّعَةِ وليس بالمُفْرِط.

وحَجَّ بالناسِ فيها عبدُ العزيزِ بنُ عمرَ بن عبد العزيز، وهو نائبُ الحِجاز، وأخوه عبد الله نائب العِراق، ونصرُ بن سَيَّار على نيابةِ خُراسان (٤). والله سبحانه أعلم.


(١) انظر ما تقدَّم ص (٢٢٤) حاشية (٢) من هذا الجزء.
(٢) ذكره أبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين (٢/ ٢٨٦)، وابن الجوزي في تلبيس إبليس ص (٢٨٩)، وابن قيم الجوزية في إغاثة اللهفان (١/ ٢٤٥، ٢٤٦).
(٣) في (ق): "واحزناه! واشقاآه" والمثبت من (ب، ح).
(٤) جاء في غاية الصفحة (٤٥٢) وهي آخر صفحة من هذا الجزء من نسخة (ح) ما نصه:، آخر المجلد، ويتلوه الذي بعدَه إن شاء الله تعالى من توفي في هذه السنة من الأعيان والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد النبي=

<<  <  ج: ص:  >  >>