للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الجماعة، فحَذَّرَ خالدٌ أميرَ المؤمنين منهم، فسأله أن يُسمِّيَهم فأبى عليه، فعاقبه عقابًا شديدًا، ثم بعث بهِ إلى يوسفَ بن عمر، فعاقبه حتى ماتَ شرَّ قِتْلَةٍ وأسوَأِها، وذلك في مُحَرَّم من هذه السنة. أعني سنةَ ستٍّ وعشرين ومئة.

وذكره القاضي ابنُ خَلِّكَان في الوفيات وقال (١): كان مُتَّهمًا في دينه، وقد بَنَى لأُمِّهِ كَنِيسةً في دارهِ، فنال منه بعضُ الشعراء بسببِ ذلك (٢).

وقال صاحبُ الأعيان (٣): كان في نسبِهِ يهود، فانتمَوْا إلى العرب، وكان يقرب إلى شِقٍّ وسَطِيح، قال القاضي ابن خَلِّكان (٤): وقد كانا ابنَي خالة، وعاش كلٌّ منهما ستَّ مئة، ووُلدَا في يومٍ واحِد، وذلك يوم ماتتْ طريفة بنت الخير بعدَما تفلَتْ في فمِ كلٍّ منهما وقالت: إنَّهُ سيقومُ مقامي في الكَهَانة. ثم ماتَتْ من يومِها.

وممن توفي في هذه السنة:

جَبَلَةَ بن سُحيم (٥).

ودَرَّاج أبو السَّمْح (٦).

وسعيد بن مسروق (٧) في قول.

وسليمان بن حَبِيب المحاربي قاضي دمشق (٨).


(١) وفيات الأعيان (٢/ ٢٢٨).
(٢) وهو الفرزدق في قوله:
ألا قبح الرحمن ظهر مطية … أتتنا تهادى من دمشقَ بخالدِ
وكيف يؤمُّ الناسَ مَنْ كانتِ امُّهُ … تَدِينُ بأنَّ الله ليس بواحدِ
بَنَى بيعَةً فيها الصليبُ لأُمِّهِ … وَيَهْدِمُ من بغضٍ منارَ المساجدِ
انظر وفيات الأعيان (٢/ ٢٢٨، ٢٢٩). وانظر ديوان الفرزدق ص (٢٦) فروايته "وهدَّم من بغض الصلاةِ المساجد".
(٣) هو ابن خلِّكان السابق ذكره في الوفيات (٢/ ٢٣٠).
(٤) في وفيات الأعيان (٢/ ٢٣٠).
(٥) ترجمته في التاريخ الكبير (٢/ ٢١٩)، الجرح والتعديل (١/ ١٣٦)، سير أعلام النبلاء (٥/ ٣١٥).
(٦) هو ابن سمعان، ترجمته في التاريخ الكبير (٣/ ٢٥٦)، الجرح والتعديل (٣/ ٤٤١)، مشاهير علماء الأمصار ص (١٨٩)، تهذيب الكمال (٨/ ٤٧٧)، تقريب التهذيب ص (٢٠١).
(٧) ترجمته في التاريخ الكبير (٣/ ٥١٣)، الجرح والتعديل (٤/ ٦٦)، مشاهير علماء الأمصار ص (١٦٧).
(٨) ترجمته في التاريخ الكبير (٤/ ٦)، الجرح والتعديل (٤/ ١٠٥)، مشاهير علماء الأمصار ص (١١٦)، سير أعلام النبلاء (٥/ ٣٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>