للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد عن الخلافة لأجلِه، فلما أصبحوا اقتتلوا مع مروان، فحمل الخيبريُّ في أربعمئة من شجعان أصحابه على مروانَ وهو في القلب، فكرَّ منهزمًا، واتبعوهُ حتى أخرجوه من الجيش، ودخلوا عسكرَه، وجلس الخيبريُّ على فُرُشِه، هذا وميمنةُ مروانَ ثابتة، وعليها ابنُه عبدُ الله، وميسرتُهُ أيضًا ثابتةٌ وعليها إسحاق بن مسلم العقيلي، ولما رأى عبدُ الله العسكر فارِّين مع الخيبري، وأنَّ الميمنةَ والميسرةَ من جهتهم (١) باقيتان، طَمِعُوا فيه، فأقبلوا إليه بعُمُد الخيام فقتلوه بها، وبلغ قتلُهُ مروانَ وقد سارَ عن الجيش نحوَ خمسةِ أميال أو ستة، فرجع مسرورًا، وانهزم أصحابُ الضحاك وقد ولَّوْا عليهم شَيبان، فقصَدَهم مروانُ بعدَ ذلك بمكانٍ يُقال له الكراديس (٢) فهزمهم.

وفيها بعث مروانُ الحمار على إمارةِ العراق يزيدَ بن عمرَ بنِ هُبيرة ليقاتِلَ منْ بها من الخوارج.

وفي هذه السنة حجَّ بالناسِ عبدُ العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وهو نائبُ المدينةِ مكةَ والطائف، وأميرُ العراق يزيدُ بن عمر بن هُبيرة، وأميرُ خراسان نصر بن سيَّار.

وممن توفي في هذه السنة:

بكرُ بن سَوَادة،

وجابرٌ الجُعْفيّ،

والجَهْمُ بن صَفْوان مقتولًا كما تقدَّم،

والحارثُ بن سُريج أحَدُ كُبَراء الأمراء - وقد تقدَّمَ شيءٌ من ترجمتِه -.

وعاصمُ بنُ بَهْدَلة،

وأبو حَصِين عثمان بن عاصم،

ويَزِيد بنُ أبي حَبِيب،

وأبو التَّيَّاح يزيد بن حُميد،

وأبو جَمْرة الضَّبَعيُّ (٣)،


(١) في (ح): "جيشهم".
(٢) كذا في الأصول، وصُحِّف في (ح) إلى "الكرادش"، وهو وهمٌ من المؤلف، فليس ثمة موضع يقال له الكراديس، وعبارة الطبري تكشف عن هذا الوهم إذْ قال في تاريخه (٤/ ٣٠٢): "فقاتلهم مروانُ بعدَ ذلك بالكراديس وأبطلَ الصفَّ منذُ يومئذٍ". فلا يقصد بالكراديس اسم الموضع، وإنما قصدَ طريقةَ القتال بالكراديس. وهي جمع كُرْدُوس، وهو القطعةُ من الخيل العظيمة، ويقال: كَرْدَسَ القائدُ خيلَه: أيْ جعلَها كتيبةً كتيبة.
(٣) واسمه نصر بن عمران بن عصام. تقريب التهذيب ص (٥٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>