للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجماعةٌ معه، فسُمُّوا المعتزلة، وكان يشتُمُ الصحابةَ ويكذِبُ في الحديث وَهْما لا تعَمُّدًا.

وقد رُوي عنه أنه قال: إنْ كانتْ ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ [المسد: ١] في اللَّوح المحفوظ فما تُعَدُّ منه على ابنِ آدمَ حُجَّة (١).

ورُوي له حديثُ ابنِ مسعود: حدثنا الصادف المصدوق "إنَّ خَلْقَ أحَدِكم يُجمَعُ في بطنِ أُمِّه أربعين يومًا" حتى قال: "فيؤمر بأربعِ كلماتٍ رزقِهِ وأجَلِهِ وعمَلِهِ وشقيٌّ أمْ سعيد" (٢) إلى آخره، فقال: لو سمعتُ الأعمش يرويه لكذبتُه، ولو سمعتُه من زيد بنِ وَهْب لما أحببتُه، ولو سمعتُه من ابنِ مسعود لما قَبِلْتُه، ولو سمعتُه من رسول الله لردَدْتُه، ولو سمعتُ اللّه يقولُ هذا لقلتُ ما على هذا أخذتَ علينا الميثاق. وهذا أقبحُ من الكفر، لعنه الله إنْ كان قال هذا، وإذا كان مكذوبًا عليه فعلى مَنْ كذَبَهُ عليه ما يستحقُّه.

وقد قال عبدُ الله بن المبارك :

أيها الطالبُ علمًا … إيتِ حَمَّادَ بنَ زَيْد

فخُذِ العلمَ بِحِلْمٍ … ثُمَّ قَيِّدْهُ بِقَيْدِ

وذَرِ (٣) البِدْعَةَ مِنْ آ … ثارِ عَمْرِو بن عُبَيْدِ (٤)

وقال ابنُ عدي (٥): كان عمرٌو يغزُ الناس بتقَشُّفِهِ، وهو مذمومٌ ضعيفُ الحديثِ جدًّا، مُعْلِنٌ بالبِدَع.

وقال الدارَقُطْني: ضعيف الحديث. وقال الخطيب البغدادي (٦): جالس الحسن واشتهرَ بصُحْبَتِه، ثم أزالَهُ واصلُ بنُ عطاء عن مذهبِ أهلِ السُّنَة، وقال بالقَدَر ودَعَا إليه، واعتزَلَ أصحابَ الحديث، وكان له سمت (٧) وإظهار زُهْد.


(١) المصدر السابق.
(٢) أخرجه البخاري (٦/ ٢٧١٣) (٧٠١٦) باب ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، وأحمد في مسنده (١/ ٣٨٢)، وابن ماجة في سننه (١/ ٢٩) (٧٦) في باب: في القدر.
(٣) في (ح): "واردد البدعة"، والمثبت من (ب) ومصادر التخريج.
(٤) الأبيات الثلاثة في الكامل لابن عدي (٥/ ١٠٠)، وحلية الأولياء (٦/ ٢٥٨) ورواية البيت الثالث فيه:
لا كثور وكجهم … وكعمرو بن عُبيدِ
والأول والثاني في التاريخ الكبير للبخاري (٣/ ٢٥)، والجرح والتعديل (١/ ١٧٩)، والمعجم الأوسط (٣/ ٣٨٠) (٣٤٥٥) وتاريخ بغداد (٦/ ٢٩).
(٥) في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال (٥/ ١١٠).
(٦) في تاريخ بغداد (١٢/ ١٦٦).
(٧) في تاريخ بغداد "سمعة".

<<  <  ج: ص:  >  >>