للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابنُ عساكر (١) أنَّ أشعبَ غَنَّى يومًا لسالم بنِ عبدِ اللّه بنِ عمر قولَ بعضِ الشعراء:

مُغِيريَّةٌ كالبدرِ سُنَّةُ وجهِها … مطهَّرةُ الأثوابِ والدِّينُ وافرُ (٢)

لها حسبٌ زاكٍ وعِرْضٌ مُهذَّبٌ … وعن كُلِّ مَكْرُوهٍ من الأمرِ زاجرُ

من الخَفِراتِ البيضِ لم تلقَ ريبَةً … ولم يستَمِلْها عن تُقَى اللّهِ شاعرُ

فقال له سالم: أحسنتَ فزِدْنا. فغنَّاه:

ألمَّتْ بنا والليلُ داجٍ كأنَّهُ … جناحُ غرابٍ عنه قد نفَضَ القَطْرا

فقلتُ أعطَّارٌ ثَوَى في رِحالِنا … وما حَمَلَتْ ليلى سوى رِيحِها عِطْرا

فقال له: أحسنتَ! ولولا أنْ يتحدَّثَ الناسُ لأجزَلْتُ لك الجائزة، وإنَّكَ من الأمرِ لَبِمَكان!.

وفيها تُوفي:

جعفرُ بن بُرقان.

والحكم بن أبان.

وعبد الرحمن بن زيد بن جابر.

وقُرَّة بن خالد.

وأبو عمرو بن العلاء (٣): أحدُ أئمَّةِ القُرَّاء، واسمُه كنيتُه؛ وقيل: اسمه زَبَّان؛ والصحيح الأول.

وهو أبو عمرو بنُ العلاءِ بن عمار بنِ العُرْيان بنِ عبدِ الله بن الحُصين التميميُّ المازنيُّ البصري. وقيلَ غيرُ ذلك في نسبه. كان علَّامةَ زمانِه في الفقهِ والنَّحْوِ وعِلْمِ القراءات؛ وكان من كبارِ العلماء العاملين؛ يقال: إنه كتب مِلْءَ بيتٍ من كلامِ العرب، ثم تزَهَّدَ فأحرقَ ذلك كلَّه؛ ثم راجَعَ الأمرَ الأول، فلم يكنْ عندَهُ إلَّا ما كان يحفظُه من كلامِ العرب. وكان قد لَقيَ خلقًا كثيرًا من أعرابِ الجاهليَّة. كان مقدَّمًا أيامَ الحسن البصري، ومن بعدِه. ومن اختياراته في العربية قولُهُ في تفسيرِهِ الغُرَّةَ في الجَنين أنَّها لا يقبلُ إِلَّا


(١) في تاريخه تاريخ مدينة دمشق (٩/ ١٥٧).
(٢) الشطر الأول في (ط): "مضين بها والبدر يشبه وجهها"، والمثبت من (ب، ح) وتاريخ ابن عساكر.
(٣) ترجمته في الكنى والأسماء لمسلم (١/ ٥٦٤)، المقتنى في سرد الكنى (١/ ٤٣٠)، الكنى للبخاري ص (٥٥)، مشاهير علماء الأمصار ص (١٥٣)، الثقات (٦/ ٣٤٥)، الفهرست ص (٤٢)، المنتظم لابن الجوزي (٨/ ١٨٢)، تهذيب الكمال (٣٤/ ١٢٠)، البلغة ص (١٠١)، معرفة القراء الكبار (١/ ١٠٠)، مولد العلماء ووفياتهم (١/ ٣٥٩)، وفيات الأعيان (٣/ ٤٦٦)، سير أعلام النبلاء (٦/ ٤٠٧)، ميزان الاعتدال (٧/ ٤٠٥)، الوفيات للقسنطي ص (١٣١)، لسان الميزان (٧/ ٤٧٦)، تهذيب التهذيب (٩٧/ ١١٢)، تقريب التهذيب ص (٦٦٠)، شذرات الذهب (١/ ٢٣٧)، أبجد العلوم (٣/ ٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>