للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن حديث أبي بكر المَيَانَجِيّ (١) عن الحسين بن أحمد المالكي، عن يحيى بن أكثم القاضي، عن المأمون، عن هُشَيم، عن منصور عن الحسن، عن أبي بكرة: أنَّ رسول اللَّه قال: "الحياء من الإيمان" (٢).

ومن حديث جعفر [بن محمد] بن أبي عثمان الطيالسي، أنه صلَّى العصر يوم عرفة خلف المأمون بالرصافة، فلمَّا سلَّم كبَّر النَّاسُ، فجعل يقول: لا يا غوغاء، لا يا غوغاء، غدًا سنة أبي القاسم . فلما كان الغدُ صعِدَ المنبرَ، فكبَّر. ثم قال: أنبأ هُشَيم بن بشير، حدَّثنا ابن شُبْرُمة، عن الشَّعبيّ، عن البَراء بن عازب، عنِ أبي بُرْدَة بن نيار، قال: قال رسول اللَّه : "مَنْ ذَبَح قَبْلَ أنْ يُصَلِّي فإنَّما هو لحمٌ قدَّمه لأهله، ومَنْ ذبَح بعد أن يُصَلِّي الغداة فقد أصاب السُّنَّة" (٣). اللَّه أكبر كبيرًا. والحمد للَّه كَثيرًا، وسبحان اللَّه بُكرةً وأصيلًا، اللهم أصلحني واسْتَصْلِحني، وأصلحْ على يديّ.

وكان مولد المأمون ليلة مات عمه الهادي، وولي أبوه الرشيد، وذلك ليلة الجمعة للنصف من ربيع الأول سنة سبعين ومئة، وولي الخلافة في المحرم لخمس بقين منه بعد مقتل أخيه سنة ثمان وتسعين ومئة، واستمرَّ في الخلافة عشرين سنة وخمسة أشهر.

وقد كان فيه تشيع واعتزالٌ وجهلٌ بالسُّنَّة الصحيحة، وقد بايع في سنة إحدى ومئتين بولاية العهد من


= يوسف بن عطية الصفار، وهو متروك. وذكره الهيثمي من حديث ابن مسعود، وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عمير، وهو أبو هارون القرشي، متروك.
وقد رواه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عمر بلفظ: "أحب الناس إلى اللَّه تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى اللَّه ﷿ سرورٌ تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا. . ".
وإسناده ضعيف، ولكن له طريق آخر، رواه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" عن بعض أصحاب النبي ، وابن عساكر من طرقٍ عن ابن عمر، فهو حديث حسن (ع).
وفي رواية: أحب العباد إلى اللَّه أنفعهم لعياله. رواه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في زوائد الزهد لأبيه، عن الحسن مرسلًا، وهو ضعيف، لكن له شواهد، يكون بها حسنًا لغيره.
(١) انظر غرائب حديث الميانجي (خ حديث ٢٧٩ ق ١٢٣ ظاهرية)، وتاريخ ابن عساكر، الجزء ٣٩، ص ٣٢٥.
(٢) وإسناده ضعيف، ولكن رواه البخاري (١٠/ ٤٣٣) في الأدب، باب الحياء؛ ومسلم رقم (٣٦) في الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان، وفضيلة الحياء؛ وأبو داود رقم (٤٧٩٥) في الأدب، باب في الحياء؛ والترمذي رقم (٢٦١٥) في الإيمان، باب ما جاء أن الحياء من الإيمان؛ وابن ماجه رقم (٥٨) في المقدمة، باب في الإيمان، كلهم من حديث عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب . ورواه الترمذي رقم (٢٠٠٩) في البر والصلة، باب ما جاء في الحياء، من حديث أبي هريرة . فالحديث صحيح.
(٣) وهو في صحيح البخاري (١٠/ ٢ و ٣) في الأضاحي، باب سنة الأضحية؛ ومسلم رقم (١٩٦١) (٧)؛ والنسائي (٣/ ١٨٢) في العيدين؛ والبيهقي في سننه (١٠/ ٢٧٦) في الأضاحي؛ باب وقت الأضحية؛ من حديث البراء بن عازب، .

<<  <  ج: ص:  >  >>