للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعاشر العلماء، وكان موصوفًا بالظَّرْف، وحسن الأخلاق، وكرم النفس. وقد روى عنه أحمد بن أبي طاهر وغيره أخبارًا مسندة.

قال القاضي ابن خلكان (١): كان يحفظ أربعة (٢) عشر ألف أرجوزة للعرب، غير القصائد والمقاطيع وغير ذلك.

وكان يقال: في طيِّئ ثلاثة: حاتِمٌ في كرمه، وداود الطائيُّ (٣) في زهده، وأبو تمَّام في شعره.

قلْتُ: وقد كان الشعراء في زمانه جماعةً، فمن مشاهيرهم: أبو الشِّيص (٤)، ودِعْبِل بن علي، وابن أبي فنن (٥)، وقد كان أبو تمام من خيارهم دينًا وأدبًا وأخلاقًا. ومن رقيق شعر (٦):

ياحَليفَ النَّدى ويا مَعدِنَ (٧) الجُو … دِ ويا خَيْرَ مَن حَويتَ (٨) القَريضا

ليتَ حُمَّاكَ بي وكانَ لكَ الأجْـ … ـرُ فلا تشتكي وكنتُ المريضا

وقد ذكر الخطيب (٩) عن إبراهيم بن محمد بن عرفة: أنَّ أبا تمام توفي سنة ثمانٍ وعشرين ومئتين، وكذا قال ابن جرير (١٠).

وحكي عن بعضهم أنه قال: توفي في سنة إحدى وثلاثين (١١).

وقيل: سنة ثنتين وثلاثين (١٢) ومئتين، اللَّه أعلم.


(١) وفيات الأعيان (٢/ ١٢).
(٢) في النسخ ووفيات الأعيان: أربع عشرة.
(٣) هو داود بن نُصير الطائي الكوفي، أبو سليمان. الإمام الفقيه، القدوة الزاهد، أحد الأولياء، من أئمة المتصوفة. مات سنة ١٦٥ هـ. حلية الأولياء (٧/ ٣٣٥)، وسير أعلام النبلاء (٧/ ٤٢٢).
(٤) وهو محمد بن علي بن عبد اللَّه بن رَزين الخزاعي، ابن عم دعبل، شاعر مطبوع، من أهل الكوفة، غلبه على الشهرة صاحباه صريع الغواني وأبو نواس، قتله خادم عقبة بن جعفر في الرقة سنة ١٩٦ هـ. طبقات الشعراء لابن المعتز (٧٢)، والأعلام (٧/ ١٥٤).
(٥) أبو عبد اللَّه، أحمد بن صالح، شاعر مفلق مطبوع، اتصل بمحمد بن عبد اللَّه بن طاهر ومدحه. طبقات ابن المعتز (٣٩٦).
(٦) ابن عساكر (٤/ ٨٠)، تاريخ بغداد (٨/ ٢٥٢).
(٧) في تاريخ بغداد وابن عساكر: يا تؤم.
(٨) في تاريخ بغداد وابن عساكر: حبوتُ.
(٩) تاريخ بغداد (٨/ ٢٥٢).
(١٠) تاريخ الطبري (٩/ ١٢٤).
(١١) سير أعلام النبلاء (١١/ ٦٧).
(١٢) قاله مَخلد الموصلي، كما في سير أعلام النبلاء (١١/ ٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>