للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال اللَّه تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [العنكبوت: ١ - ٣]. وقال اللَّه تعالى في وصية لقمان لابنه: ﴿يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [لقمان: ١٧]. في آي سواها في معنى ما كتبنا.

وقد روى الإمام أحمد الممتحَنُ في "مسنده" (١) قائلًا فيه: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عاصم بن بَهْدَلة [قال]: سمعْتُ مُصْعَب بن سعد يحدِّثُ عن سعد، قال: سألتُ رسولَ اللَّه : أيُّ الناس أشدُّ بلاءً؟ فقال: "الأنبياء، ثم الأمْثَلُ فالأمثلُ، يُبتلَى الرَّجُلُ على حسب دينه، فإنْ كان رقيقَ الدِّين ابتُلِي على حسب ذلك، وإن كان صُلْبَ الدِّين ابْتُلِيَ على حسب ذلك، وما يزال البلاءُ بالرَّجل حتى يمشيَ على الأرض وما عليه خطيئة".

وقد رواه مسلم في "صحيحه" (٢).

وقال (٣): حدثنا عبد الوهَّاب الثَّقفيّ، حدَّثنا أيُّوب، عن أبي قِلابَة، عن أنس، قال: قال رسولُ اللَّه : "ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه فقد وَجَدَ حلاوَةَ الإيمان: مَن كان اللَّهُ ورسُولُه أحبَّ إليه مِمَّا سواهما، وأن يُحبَّ المرءَ لا يُحِبُّه إلا للَّه، وأن يقذف في النار أحبُّ إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذَه اللَّه منه".

وأخرجاه في الصحيحين (٤).

وقال أبو القاسم البغوي:

حدثنا أحمد بن حنبل، حدَّثنا أبو المُغيرة، حدَّثنا صفوان بن عمرو السَّكْسَكِيّ، حدَّثنا عمرو بن قيس السَّكُوني، حدَّثنا عاصم بن حميد، قال: سمعت معاذ بن جبل يقول: "إنكم لن تروا من الدنيا إلا بلاءً وفتنةً، ولن يزداد الأمر إلا شِدَّة، [ولا الأنفس إلا شحًا] (٥) ".


(١) رواه أحمد في المسند (١/ ١٧٤)، وأخرجه أحمد أيضًا (١/ ١٧٢ و ١٨٠ و ١٨٥)، والدارمي (٢/ ٣٢٠) والترمذي (٢٣٩٨)، وابن ماجه رقم (٤٠٢٣) وغيرهم، من حديث سعد بن أبي وقاص ، وهو حديث صحيح.
(٢) لم أقف عليه في صحيحه، ولا ذكر المزي أن مسلمًا أخرجه، كما في مسند مصعب بن سعد عن أبيه من تحفة الأشراف ٣/ ٢٨٥ حديث (٣٩٣٤) من طبعتنا (بشار).
(٣) أي أحمد، وهو في مسنده (٣/ ١٠٣).
(٤) رواه البخاري (١/ ٥٦)، في الإيمان، باب حلاوة الإيمان، وباب من كره أن يعود في الكفر، وفي الأدب، باب الحب في اللَّه، وفي الإكراه، باب من اختار القتل والضرب والهوان على الكفر.
ورواه مسلم رقم (٤٣) في الإيمان، باب خصال الإيمان، من حديث أنس .
(٥) زيادة من ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>