للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أورد من حديثه بسنده عن جابرٍ: "الحلالُ بيِّن، والحَرَامُ بيِّنٌ" (١). . . الحديث.

وروي عن الخطيب (٢) أنه قال: كان من العلماء الأفاضل، من أهل المعرفة والثقة والأمانة، وليَ قضاءَ الشّرقية في خلافة المتوكل؛ وله تاريخٌ على السنين، وله حديثٌ كثير.

وقال غيره (٣): كان صالحًا دينًا قد عمل الكتب، وكانت له معرفة جيدة بأيَّام الناس، وله تاريخٌ حسن، وكان كريمًا مفضالًا.

وقد ذكر ابن عساكر (٤) عنه أشياء حسنة؛ منها: أنَّه أنفَذَ إليه بعضُ أصحابه يذكر أنَّه قد أصابته ضائقة في عيدٍ من الأعياد، ولم يكنْ عنده غيرُ مئة دينار، فأرسلها بصُرّتها إليه، ثم سأل ذلك الرجلَ صاحبٌ له أيضًا يشكو مثل تلك الحال، فأرسل بها إليه، وكتب أبو حسَّان إلى ذلك الرجل الذي أخذ المئة يستقرضُ منه شيئًا وهو لا يشعر بالأمر، فأرسل إليه بالمئة في صرّتها، فلمَّا رآها تعجَّبَ مِنْ أمرها، وركبَ إليه يسأله عن ذلك، فذكر أنَّ فلانًا أرسلها إليه؛ فاجتمع الثلاثة، واقتسموا المئة دينار؛ وجزاهم عن مروءتهم خيرًا.

وفيها توفي أبو مُصْعَب الزُّهريّ، أحدُ رواة "الموطَّأ" عن مالك (٥).

وعبد اللَّه بن ذَكْوان، أحد القرَّاء المشاهير (٦).


(١) حديث جابر هذا رواه ابن عساكر في تاريخه، وهو في مختصر تاريخ ابن عساكر لابن منظور (٦/ ٣٤٧).
وقد رواه البخاري في صحيحه (١/ ١١٧) في الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه، وفي البيوع، باب الحلال بين والحرام بين؛ ومسلم في صحيحه رقم (١٥٩٩) في المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات؛ وأبو داود رقم (٣٣٢٩) و (٣٣٣٠) والترمذي رقم (١٢٠٥)، والنسائي (٧/ ٢٤١) من حديث النعمان بن بشير ؛ قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم والحكم" صفحة (٦٣): هذا الحديث صحيح متفق على صحته من رواية النعمان بن بشير.
وقد روي عن النبي من حديث ابن عمر، وعمار بن ياسر، وجابر بن عبد اللَّه، وابن مسعود، وابن عباس، وحديث النعمان أصح أحاديث الباب.
وقد ألف الشوكاني إمام القطر اليماني رسالة حول هذا الحديث، سماها كشف الشبهات عن المشتبهات، فانظرها.
(٢) تاريخ بغداد (٧/ ٣٥٦)، ومختصر ابن عساكر (٦/ ٣٤٧).
(٣) مختصر ابن عساكر (٦/ ٣٤٧).
(٤) مختصر تاريخ ابن عساكر (٦/ ٣٤٩)، سير أعلام النبلاء (١١/ ٤٩٧).
(٥) هو أحمد بن أبي بكر الزُّهريّ، القاسم بن الحارث، الفقيه، قاضي المدينة ومفتيها. تفقَّه على مالك، وسمع منه الموطأ، ولزمه مدّة. قال الزبير بن بكار: مات وهو فقيه المدينة غير مدافع، عن اثنتين وتسعين سنة. سير أعلام النبلاء (١١/ ٤٣٦)، والعبر (١/ ٤٣٦).
(٦) هو عبد اللَّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان، أبو عمرو، ويقال: أبو محمد، المقرئ، شيخ الاقراء بالشام، وإمام جامع دمشق، قرأ على أيّوب بن تميم. غاية النهاية (١/ ٤٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>