للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد كانت قبّة الزمان هذه مع بني إسرائيل في التيه يُصلُّون إليها وهي قبلتهم، وكعبتهم، وإمامُهم كليم الله موسى ، ومُقدِّم القربان أخوه هارون . فلما مات هارون ثمّ موسى ، استمرّت بنو هارون في الذي كان يليه أبوهم من أمر القربان. وهو فيهم إلى الآن.

وقام بأعباء النبوّة بعد موسى وتدبير الأمر بعده فتاه يوشَع بن نون ، وهو الذي دخل بهم بيت المقدس، كما سيأتي بيانه.

والمقصود هنا أنّه لما استقرْت يده على البيت المقدّس نصب هذه القبّة على صخرة بيت المقدس، فكانوا يصلّون إليها، فلما بادت صلوا إلى محلّتها، وهي الصخرة، فلهذا كانت قبلة الأنبياء بعده إلى زمان رسول الله ، وقد - صلى إليها رسول الله قبل الهجرة، وكان يجعل الكعبة بين يديه. فلما هاجر أُمِر بالصلاة إلى بيت المقدس، فصلّى إليها ستة عشر، وقيل: سبعة عشر شهرًا (١). ثم حُوّلت القبلة إلى الكعبة، وهي قبلة إبراهيم، في شعبان سنة ثنتين في وقت صلاة العصر، وقيل: الظهر، كما بسطنا ذلك في "التفسير" (٢) عند قوله تعالى: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾ إلى قوله: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ الآيات (٣) [البقرة: ١٤٢ - ١٤٤].

* * *


(١) في ب: ستة عثر شهرًا، وقيل: سبعة عثر.
(٢) تفسير ابن كثير (١/ ١٨٩).
(٣) زاد في ب: والله أعلم.