للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: قَتْلُ مُساور الخارجي ليحيى (١) بن جعفر الذي كان يلي طريق خراسان في جمادى الآخرة، فشخص إليه مسرور البلخى، ثم تبعه أبو أحمد بن المتوكل، فتنحَّى مساور فلم يلحَقْ.

وفيها كانت وقعة بين ابن واصل الذي تغلَّب على فارس، وبين عبد الرحمن بن مُفْلِح، فكسره ابنُ واصل، وأسره، وقتل طاشتمر، واصطلم (٢) الجيش الذين (٣) كانوا معه، فلم يفلت منهم إلا اليسير.

ثم سار ابنُ واصل إلى واسط يريد حرب موسى بن بُغَا، فرجع موسى بن بُغَا إلى باب السلطان، وسأل أن يعفى من نيابة بلاد المشرق؛ لما رأى من كثرة المتغلبين بها، فعُزل عنها، وولي ذلك أبو أحمد أخو الخليفة المعتمد.

وسار أبو الساج لحرب الزَّنْج، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، فكسرتهم الزَّنْج، ودخلوا الأهواز فقتلوا خلقًا كثيرًا من أهلها، وأحرقوا منازلهم.

ثم صُرِف أبو الساج عن نيابة الأهواز وحَرْبِ الزَّنْج، وولِّي ذلك إبراهيم بن سيما.

وتجهَّز مسرور البلخيّ في جيش لقتال الزنج أيضًا.

وفيها: ولّي نصر بن أحمد بن أسد الساماني ما وراء نهر بلخ، وكتب إليه بذلك في شهر رمضان منها.

وفي شوَّال من هذه السنة قصد يعقوب بن الليث إلى ابن واصل، فالتقيا في ذي القعدة، فهزمه يعقوب وفلَّ عسكره، وأسر خاله (٤) وطائفة من حرمه، وأخذ من أمواله ما قيمته أربعون ألف ألف درهم، وقتل من كان يمالئه وينصره من أهل تلك البلاد، وأطَّد (٥) تلك الناحية، جزاه الله خيرًا.

ولاثنتي عشرة ليلة خلَتْ من شوَّال من هذه السنة ولَّى المعتمدُ على الله ولدَه جعفرًا العهدَ من بعده، وسمَّاه المفوّض إلى الله، وولاه المغرب، وضمَّ إليه موسى بن بُغَا، وولاه إفريقيةَ، ومصر، والشام، والجزيرة، والموصل، وإرمينية، وطريق خُراسان وغير ذلك، وجعل الأمر من بعد جعفر إلى أبي أحمد بن المتوكل، ولقَبه الموفَّق بالله، وولاه المشرق، وضمَّ إليه مسرورًا البلخيَّ، وولاه بغداد، والسواد، والكوفة، وطريق مكّة والمدينة، واليمن، وكَسْكر، وكُور دجلة، والأهواز وفارس، وأصبهان، وقُمَّ، والكرخ، والدِّينَوَر، والرَّيّ، وزِنجان (٦)، والسِّند، وكُتب بذلك مكاتبات وقرئت في الآفاق، وعُلِّق منها نسخةٌ بالكعبة المعظمة.


(١) في ط والطبري: يحيى بن حفص. وما هنا موافق لما في الكامل (٧/ ٢٨٨).
(٢) "اصطلم": استاصل وأباد.
(٣) في ب، ظا: الذي كان معهما.
(٤) في ط: رجاله، وفي الطبري: وأسر مرداسًا خال ابن واصل.
(٥) يقال: وطَّدَ الله للسلطان ملكه وأطَّدَه إذا ثبته (اللسان).
(٦) زاد في الطبري (٩/ ٥١٤): وقزوين وخراسان وطبرستان وجرجان وكرمان وسجستان والسند.

<<  <  ج: ص:  >  >>