للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دينار، فأمر بها أن توزَّع عليهم على قدر حصصهم، ثم أمر بمالٍ عظيم يفرَّق على فقراء دمشق وغوطتها، فأقل ما حصل للفقير دينار (١). .

ثم خرج إلى أنطاكية، فحاصر بها صاحبها سيما حتَّى قتله وتسلَّم البلد، كما ذكرنا ذلك فيما تقدَّم.

ثم كانت وفاته بمصر في أوائل ذي القعدة من هذه السنة من علَّة أصابته من أكل لبن الجواميس، فأصابه ذَرَبٌ (٢)، فداواه الأطباء [وأمروه أن يحتمي منه] (٣) فلم يقبل منهم، فكان يأكل منه في الخفية، فمات .

وقد ترك من الأموال والأثاث والدّواب شيئًا كثيرًا جدًّا؛ من ذلك عشرة آلاف ألف دينار. وكان له ثلاثة وثلاثون ولدًا، منهم سبعة عشر ذكرًا، فقام بالأمر من بعده ولدُه خُمَارَوَيْه، وسيأتي (٤) ما كان من أمره.

وكان له من الغلمان أربعة وعشرون ألف غلام، ومن الموالي سبعة آلاف مولى، ومن البغال والخيل والجمال شيء كثير جدًّا.

قال ابن خلِّكان (٥): وإنما تغلَّب على البلاد لاشتغال الموفّق طلحة بن المتوكل بحرب صاحب الزَّنج، وقد كان الموفّق نائبَ أخيه المعتمد (٦) على الله، وهو والد المعتضد، .

وأحمد بن محمد بن عبد الكريم بن سَهْل الكاتب، صاحب كتاب "الخراج"؛ قاله ابن خلكان (٧).

وأحمد بن عبد الله بن البَرْقيّ (٨).

وأسيدُ بن عاصم الجَمَّال (٩).


(١) مختصر ابن عساكر (٣/ ١٢٦)، النجوم الزاهرة (٣/ ١٣ - ١٤).
(٢) "الذَّرَبُ": داء يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام، ويفسد فيها ولا تمسكه.
(٣) زيادة من ط.
(٤) سيأتي في وفيات سنة ٢٨٢ هـ.
(٥) وفيات الأعيان (١/ ١٧٣).
(٦) في آ: "المعتمد على أخيه، وهو والد المعتمد، " وصححت من ب، ظا.
(٧) وفيات الأعيان (١/ ١٠١).
(٨) أبو بكر، المحدّث، الصادق. له كتاب في معرفة الصحابة وأنسابهم، وكان من أئمة الأثر، وكان يمشي في سوق الدواب فضربته دابة فمات من يومه، وهو من أبناء الثمانين. المنتظم (٥/ ٧١)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٤٧).
(٩) أسيد بن عاصم الثقفي الأصبهاني، أبو الحسين. المحدّث الحافظ. وثقه ابن أبي حاتم. والجمَّال لقب لأسيد بن زيد بن نجيح الجمَّال القرشي الهاشمي، فلعله اختلط في ذهن المؤلف، . سير أعلام النبلاء (١٢/ ٣٧٨)، وتهذيب الكمال (٣/ ٣٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>