للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نصر بن أحمد بن أسد بن سامان] (١): الساماني، أحد ملوكهم الأكابر، وقد كانوا من سلالة الأكاسرة، كان جدهم سامان من أصحاب أبي مسلم الخراساني، وأصله من ذرية بهرام بن أزدشير بن سابور، ثم كان ابنه أسد من عقلاء الرجال. وخلَّف نوحًا وأحمد ويحيى وإلياس، وقد ولي كل واحد من هؤلاء مملكة، ناحية من النواحي؛ وهم السامانية] (٢).

التَرْمِذيّ (٣): محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضَّحَّاك، وقيل: محمد بن عيسى بن يزيد بن سَوْرة بن السَّكَن، ويقال: محمد بن عيسى بن سَوْرة بن شدَّاد أبو عيسى السّلمي التِّرمذيّ الضرير، ويقال: إنه ولد أكْمَه (٤).

وهو أحد أئمة هذا الشأن في زمانه، وله المصنفات المشهورة: "جامعه"، و "الشمائل"، و "أسماء الصحابة" وغير ذلك. وقد صار كتابه هذا من الكتب الستة التي يرجع إليها العلماء في سائر الآفاق والأرجاء، وجهالة ابن حزم لأبي عيسى حيث قال في محلاه (٥): ومَن محمد بن عيسى بن سَوْرة؟ لا تضرُّه في دينه ودنياه، ولا تضع من قدره عند أهل العلم، بل تحط من منزلة ابن حزم عند الحفاظ:

وكيفَ يَصِحُّ في الأذهانِ شيءٌ … إذا احْتَاجَ النَّهارُ إلى دَلِيلِ

وقد ذكرنا مشايخه في كتابنا "التكميل".

وروى عنه غيرُ واحد من العلماء؛ منهم: محمد بن إسماعيل البخاري في غير "الصحيح"؛ والهَيْثَم بن كُلَيْب الشَّاشي، صاحب "المسند"؛ ومحمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي، راوي "الجامع" عنه؛ ومحمد بن المنذر شَكَّر.

قال الحافظ أبو يعلى الخليل بن عبد الله الخليليّ القَزْويني في كتابه "علوم الحديث" (٦): محمد بن عيسى بن سَوْرة بن شدَّاد، الحافظ، متفق عليه، وله كتاب في السنن، وكلام في الجرح والتعديل،


(١) المنتظم (٥/ ١٤١)، وابن الأثير (أماكن متفرقة) والنجوم الزاهرة (٣/ ٨٣).
(٢) ما بين قوسين لم يرد في آ، ط.
(٣) وفيات الأعيان (٤/ ٢٧٨)، تهذيب الكمال (خ ١٢٥٤)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٢٧٠)، تذكرة الحفاظ (٢/ ٦٣٣)، العبر (٢/ ٦٢)، الوافي بالوفيات (٤/ ٢٩٤)، تهذيب التهذيب (٩/ ٣٨٧)، شذرات الذهب (٢/ ١٧٤).
(٤) "الأكْمَه": الذي يولد أعمى. واستبعد الذهبي ذلك وقال في السير: والصحيح أنه أضرَّ في كبره، بعد رحلته وكتابته العِلم.
(٥) أي كتابه المحلى في الفقه.
(٦) اسم كتابه: الإرشاد في معرفة المحدّثين وهو فيه (٣/ ٩٠٤ - ٩٠٥).
وكان الخليلي ثقة حافظًا، عارفًا بالرجال والعلل، كبير الشأن، توفي بقزوين في آخر سنة ست وأربعين وأربعمئة، وكان من أبناء الثمانين. سير أعلام النبلاء (١٧/ ٦٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>