للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانهزموا منه، واجتاز ما في معسكرهم، وجرح محمد بن زيد جراحات شديدة، مات بسببها بعد أيام، وأسر ولده زيد فبعث به إلى إسماعيل بن أحمد، فأكرمه وأنزله بخارى.

وقد كان محمد بن زيد هذا فاضلًا، أديبًا، حسن السيرة فيما وليه من تلك البلاد، وكان فيه تشيع، فتقدم إليه يومًا خصمان، اسم أحدهما معاوية، واسم الآخر عليٌّ، فقال محمد بن زيد: إن الحكم بينكما ظاهر، فقال معاوية: أيُّها الأمير، لا تغترن بنا؛ فإنَّ أبي كان من كبار الشيعة، وإنما سمَّاني معاوية مداراة لمن ببلدنا من السنة، وهذا كان أبوه من كبار النواصِب فسمَّاه عليًّا تُقاةً لكم، فتبسَّم محمد بن زيد وأحسن إليه (١)؛ .

قال ابن الأثير في "كامله" (٢): وممن توفي في هذه السنة:

إسحاق بن أيّوب بن عمر بن الخطّاب العدويّ، عديّ ربيعة. وكان أميرًا على ديار ربيعة من الجزيرة، فوُلِّيَ مكانه عبد الله بن الهيثم بن عبد الله بن المعتمر.

وعلي بن عبد العزيز البَغَويّ، صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام.

وفهد بن أحمد بن فهد الأزدي الموصلى، وكان من الأعيان.

وذكر هو وأبو الفرج بن الجوزي (٣) أن قطر النَّدى بنت خُمَارَوَيْه بن أحمد بن طولون، امرأة المعتضد بالله، توفيت في هذه السنة. قال ابن الجوزي: لسبع خلون من رجب منها، ودفنت داخل قصر الرصافة.

يعقوب بن يوسف بن أيّوب، أبو بكر المطوِّعي (٤). سمع أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني. وعنه النَّجَّاد، والخلدي، وكان وِرْدُه في كل يومٍ قراءة: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ إحدى وثلاثون ألف مرة، أو إحدى وأربعون ألف مرة.

قلت: وممن توفي فيها: أبو بكر (٥) بن أبي عاصم، صاحب السنة، والمصنفات، وهو:

أحمد بن عَمْرو بن أبي عاصم الضَّحَّاك (٦): ابن مَخْلَد النَّبيل. له مصنَّفات في الحديث كثيرة، منها


(١) في ط: إليهما.
(٢) الكامل لابن الأثير (٧/ ٥٠٨).
(٣) المنتظم (٦/ ٢٦).
(٤) المنتظم (٦/ ٢٦).
(٥) حتى قوله: وهو لم يرد في ب، ظا.
(٦) الجرح والتعديل (٢/ ٦٧)، ذكر أخبار أصبهان (١/ ١٠٠)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٤٣٠)، تذكرة الحفاظ (٢/ ٦٤٠)، العبر (٢/ ٧٩)، مختصر تاريخ ابن عساكر (٣/ ١٩٧)، وتهذيبه (١/ ٤١٨)، شذرات الذهب (٢/ ١٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>